مقال مقدم خلال
ورشة عمل حول اللغة العربية وواقعها في نيجيريا
المقام في
مدرسة روضة الفرقان لتحفيظ القرآن، أَنْغُوَنْ
فُلَانِي، سَابُونْ غَرِي، زَارِيَا
ولاية كَدُونَا- نيجيريا
أبوبكر، كبير أمين
قسم اللغة العربية
جامعة أحمد بلّو، زَارِيَا-نيجيريا
asgardj1@yahoo.com
+234
806 221 6364
يُولِيُو، 2011م
المدخل
تشهد
الأمم البشريّة اليوم حربًا عنيفةً وسجالاً محتدمًا بين الّلغات، فالدّول الكبرى
والمتقدّمة تبذل كلّ غالٍ ورخيصٍ لتعميم لغتها وثقافتها في أكثر البلدان وأقصى
أماكن ممكنة، وقد أثّرت هذه الظّاهرة سلبًا على عديد من اللغات. ولعل اللغة
العربيّة تتصدر قائمة اللغات التي تحاول اللغات الأوروبية أن تفرض هيمنتها عليها؛ وتعمل
في تقليل الرغبة في تعلّمها. وقد كثُرت الدعايات والشّائعات الزاعمة بأنها لغةٌ
معقّدةٌ وعصيّةٌ على الفهم والتعلم. وفي ظل هذه الظروف استطاعت العربية أن تصمد
أمام تقلبلات الليل والنهار وتنتشر في جميع الأنحاء وتتربع على عرش أحد اللغات
الخمسة الأكثر شيوعا في العالم. وبناء على هذا المنطلق سيحاول هذا المقال أن يجيب
على السؤال القائل ’لماذا ندرس اللغة العربية؟‘
وهذا سؤالٌ يتبادَرُ إلى أذهان طلاب اللغة العربية، لاسيما
الناطقين بغيرها. والذي يثير هذا التساؤلَ ما يرونه اليوم من تخلّف الأمة العربية
عن رکب المدنية، وتقدّم أعدائها في هذا المضمار، وقد يثير هذا التساؤلَ أيضا عدمُ
اهتمام العرب أنفسهم بلغتهم وسيطرة اللهجات العامية في التخاطب.
وهناك دون شك دافع آخر لهذا التساؤل وهو الحالةُ النفسيةُ التي خَلَقَتها
العصبياتُ العنصرية والقومية بين المسلمين، لأنه حين ارتفعت نعراتُ هذه العصبياتِ
راحت کلُّ قومية في العالم الإسلامي تَستَهين بالقوميات الأخرى وتتعصّب ضدَّها،
فقامت الحواجزُ النفسية ُبين أبناء الأمة، وکان ذلك مما أضعفَ الروح الإسلامية ومزّقَ العالمَ الإسلامي وأذهبَ
ريحَ المسلمين، وقسم الأمة إلى ’الأمة العربية‘ و’الأمة الإسلامية‘ على اعتبارهما
أمتين مختلفتين!. وفي هذه الضجة المفتعَلَةِ من العصبياتِ خَسِرت کلُّ اللغاتِ
الإسلاميةِ عاملاً هاماً من عوامل تطوّرها وهو عامل التفاعل فيما بينها، واتّجهت
هذه اللغات إلى سدِّ فراغِها بعناصِرَ أجنبيةٍ بعيدةٍ عن طبيعتها،
مستمدّةٍ من اللغات الأوربية.
وکانت خسارة ُاللغةِ العربية أشدَّ، لأنّها تحولت إلى لغةٍ
قومية بعد أن کانت لغةً إسلامية عالمية. وسعى الساعون إلى تجريدِ اللغاتِ الإسلامية من تعابير العربية وکلماتها بل حتى من حروفها، وتوجيه
مختلف التهم إليها.
من هنا ينبغي أولا توضيح أسباب دراسة اللغة العربية وآدابها
لکي تنفتح أمام الطالب الآفاق الحقيقية لهذه اللغة، وليکون أکثرَ عزما واهتماما بها.
مفهوم اللغة
اللغة عنصر أساسي في المجتمعات الإنسانية، فما من أمة -مهما
تخلفت أو تقدمت ثقافيا- إلا ولها لغة تتحدثها. وليست اللغة سهلة التعريف، ولكن
يمكن أن يُكتفى بما يسمى بـ ’التعريف العملي‘ فيقال إن ابن جني يعرفها بقوله
"هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم"(1).
اللغة العربية وأهميتها
اللغة العربية من أقدم اللغات
المنتسبة إلى فصيلة اللغات الأفريقية-الآسيوية، وهي أكثر لغات المجموعة السامية
متحدثينَ. وإحدى أكثر اللغات انتشارًا في العالم، يتحدثها أكثر
من 422 مليون نسمة، ويتوزع متحدثوها في المنطقة المعروفة باسم الوطن العربي، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأخرى المجاورة كالأحواز وتركيا وتشاد ومالي وإرتيريا. والعربية لغة مقدسة وذات أهمية قصوى لدى المسلمين
منذ أن نزل القرآن بها، فقد كان ذلك ضمانا لبقائها وشرفا لها حيث أضحت كالخزانة
التي تحفظ كلام الله فارتباط
اللغة العربية بالقرآن الكريم كان سببًا في بقائها وانتشارها. وقد أثّر
انتشار الإسلام،
وتأسيسه دولاً في ارتفاع مكانة اللغة العربية وانتشارها. وأصبحت لغة السياسة
والإدارة والعلم والأدب لقرون طويلة في الأراضي التي حكمها المسلمون.
وقد أثرت العربية، تأثيرًا مباشرًا وغير مباشر على كثير من اللغات الأخرى في العالم
الإسلامي، كالتركية والفارسية والكردية والأوردية والماليزية والإندونيسية والألبانية وبعض اللغات الأفريقية مثل لغتي هوسا
والسواحلية، وبعض اللغات الأوروبية كالإسبانية والبرتغالية والإنجليزية والمالطية والصقلية .
وتعتبر اللغة العربية لغة رسمية في كل
دول الوطن العربي إضافة إلى جانب كونها لغة رسمية في تشاد وإرتيريا وإسرائيل. وهي بلا أدنى
شك وعاء حافل لعلوم الثقافتين الإسلامية والعربية.
وأما
بالنسبة لأهمية اللغة العربية فلا بأس من سوق كلمات بعض الأئمة والمفكرين للدلالة
على أهمية للغة العربية. ومن ذلك ما يأتي.
ومن
ذلك قول ابن تيميّة: "إنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم
شعائر الأمم التي بها يتميّزون"(2). وأما ابن قيّم الجوزيّة فقال: "إنّما يعرف
فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر
في أشعار العرب وخطبها..."(3).
وقال
مصطفى صادق الرافعي: "ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره
في ذهابٍ وإدبارٍ، ومن هذا يفرض الأجنبيّ المستعمر لغته فرضاً على الأمّة
المستعمَرة، ويركبهم بها، ويُشعرهم عظمته فيها، ويستلحِقهم من ناحيتها، فيحكم
عليهم أحكاماً ثلاثةً في عملٍ واحدٍ: أمّا الأول فحَبْس لغتهم في لغته سجناً
مؤبّداً، وأمّا الثاني فالحكم على ماضيهم بالقتل محواً ونسياناً، وأمّا الثالث
فتقييد مستقبلهم في الأغلال التي يصنعها، فأمرُهم من بعدها لأمره تَبَعٌ"(4).
وقال
المستشرق المجري عبد الكريم جرمانوس: "إنّ في الإسلام سنداً هامّاً للغة
العربية أبقى على روعتها وخلودها فلم تنل منها الأجيال المتعاقبة على نقيض ما حدث
للغات القديمة المماثلة، كاللاتينية حيث انزوت تماماً بين جدران المعابد، ولقد كان
للإسلام قوة تحويل جارفة أثرت في الشعوب التي اعتنقته حديثاً، وكان لأسلوب القرآن
الكريم أثر عميق في خيال هذه الشعوب فاقتبست آلافاً من الكلمات العربية ازدادت بها
لغاتها الأصلية فازدادت قوةً ونماءً.
والعنصر
الثاني الذي أبقى على اللغة العربية هو مرونتها التي لا تُبارى، فالألماني المعاصر
مثلاً لا يستطيع أن يفهم كلمةً واحدةً من اللهجة التي كان يتحدث بها أجداده منذ
ألف سنة، بينما العرب المحدثون يستطيعون فهم آداب لغتهم التي كتبت في الجاهلية قبل
الإسلام"(5).
وقال
المستشرق الألماني يوهان فك "إن العربية الفصحى لتدين حتى يومنا هذا بمركزها
العالمي أساسيا لهذه الحقيقة الثابتة، وهي أنها قد قامت في جميع البلدان العربية
والإسلامية رمزاً لغوياً لوحدة عالم الإسلام في الثقافة والمدنية، لقد برهن جبروت
التراث العربي الخالد على أنه أقوى من كل محاولة يقصد بها زحزحة العربية الفصحى عن
مقامها المسيطر، وإذا صدقت البوادر ولم تخطئ الدلائل فستحتفظ العربية بهذا المقام
العتيد من حيث هي لغة المدنية الإسلامية"(6).
اكتساب اللغة الثانية
يراد باكتساب اللغة الثانية القدرة الأدائية التي يتحصل
عليها الفرد خلال عملية تعلمه للغة بغد لغته الأم، فهي الطاقة التي يكتسبها
تدريجيا وتُمكِّنه في نهاية المطاف من التعبير والكتابة والفهم في اللغة المتعلمة(7).
ويحتاج الفرد -كي يتعلم اللغة الثانية- إلى عديد من
العناصر، ومنها(8):
- كفاءة معلمي اللغة
- مدى توفر طرق التدريس الفعالية للغة
- مدى إتاحة وقت وجهد حقيقي لإتقان اللغة
- القراءة الإضافية باللغة الثانية
وعلى الفرد أن يهتم بالجوانب الآتية في عملية اكتساب
اللغة:
- السماع، وذلك بالاستغراق في سماع اللغة المستهدفة
وملاحظة طريقة اللفظ واللهجة ومخارج الإصوات.
- المحادثة، وذلك باستخدام الألفاظ عمليا في سياقها الصحيح لصوغ جمل وتراكيب وفهم
صحيح لآلية النطق.
- القراءة، وذلك بتثبيت معاني المفردات والتراكيب القديمة
عن طريق مطالعة نصوص جديدة مع اكتساب الجديد من المفردات والتراكيب والاجتهاد في
فهم مقاصدها.
- الكتابة، وذلك بإظهار ثمرة ما اكتسبه الفرد من مفردات
وأساليب في صياغة نصوص جديدة.
- العناية بالمنهج التطبيقي عن طريق تتبع ما يتعلمه الفرد
من النصوص التي يقرأها.
- الشمولية، وذلك بالأخذ بالطرق المختلفة في تعلم اللغة،
كاستمعال البرامج الحاسوبية والألعاب والإنترنيت والبرامج الإضافية...إلخ.
- الابتعاد عن القياس على لغة الأم والابتعاد عن الترجمة
الحرفية للأساليب المشتركة بين لغة المتعلم الأم واللغة
المستهدفة.
لماذا نتعلم اللغة العربية؟
ودخلت اللغة
العربية بلاد نيجيريا بدخول الإسلام وباتت إحدى اللغتين الأجنبيّتين اللتين وردتا
على بلاد نيجيريا وأصبحتا جزءًا لا يتجزّأ من كيان الدولة اللغوي والثقافي والديني
والاجتماعي والمدني(9). وأصبح المسلمون في هذه الدولة يعنون باللغة
العربية وتعلمها في مدارسهم التقليدية منذ دخول الإسلام وتسرب علومه، كما طفقوا
يدرسونها عبر جميع المراحل في المدارس النظامية منذ أن تم إدخالها كمادة في مناهج
التربية الوطنية.
ومع حلول
القرن الحادي والعشرين الميلادي بلغت اللغة العربية في نيجيريا ذروة سنام تقدّمها
بإقبال الناس على تعلّمها لأغراضٍ مختلفةٍ وعبر جميع المراحل الدراسية، وتضاعف عدد
المدارس والمعاهد والهيئات والمؤسسات التي تعتني بدراستها، وازدياد الحاجة إلى
المثقفين بها في سوق العمل، وتطوّر الحياة من كل الجوانب، والعولمة، وغير ذلك من
المبررات(10). ومن المسلم أن الناس يختلفون في أغراض مباشرتهم لأية
مهمة. وكذلك الشأن بالنسبة للعربية، فالدارسون يختلفون في أسبابهم لدراستها تبعا
لاختلاف الأشخاص والميول والخلفية والبيئة وغير ذلك من أسباب الاختلاف بين الناس.
ومن الملاحظ أن الناس الآن يكادون يفترقون إلى طوائف في رؤيتهم للغة العربية. فمنهم من يعتبرها جزءا لا يتجزء من
الدين وثقافته، ومنهم من يدرسها كلغة أكادمية شأنها في ذلك شأن سائر اللغات الحية المدروسة
في المدارس والجامعات كما يدرس سائر الفنون، وهناك قسم ثالث يدرسها أدبا أو بعبارة
أدق يدرس ما كتب بها من الأدبيات...وهكذا.
وينبغي أن يُعاد النظر في
الأغراض الأساسية لدراسة اللغة العربية، ولعل من الخير أن يُذكَر هنا –بتصرف- نقاط
أثارها الدكتور محمد علي آذرشب في مقال له بنفس العنوان(11):
اللغة العربية هي لغة الدين الإسلامي
الإسلام دين عالمي، وليس من شك في أن اللغة العربية هي لغته
الأم. فلا يمکن لمسلم إلّا أن يتعلّم شيئا من العربية ليؤدي صلاتَه، وکلما أراد
أن يزداد معرفة دينه لا بد أن يزداد معرفة باللغة العربية، فالقرآن والحديث
ووالأذکار بالعربية. وإذا کانت اللغات الفارسية والترکية والأُردية والهوسوية هي
لغات إسلامية قومية، فاللغة العربية هي اللغة الإسلامية العالمية. فكل مسلم عادة
يتكلم يوميا باللغة العربية أكثر من ساعة عبر مناجاته مع ربه وهو في الصلوات الخمس
وفي تلاوة كتاب الله.
اللغةُ العربيةُ هي لغة تراث الأمة الإسلامية الخالد
العلماء المسلمون
على اختلاف انتماءاتهم القومية کانوا ولا يزالون يکتبون باللغة العربية. علماء
الطب والهندسة والفَلَكِ والرياضيات والکيمياء وهکذا علماء التفسير والفقه والحديث
والتاريخ والجغرافيا والفلسفة وغيرها من المجالات العلمية دوّنوا على مرّ
العصور أکثر کتبهم بالعربيةِ. وإذا انقطعنا عن اللغة العربية فقد انسَلَخنا عن
ماضينا الثقافي والحضاري وعن الجهود الجبارة التي بذلها علماء هذه الأمة على مرّ
التاريخ في سبيل المعارف الإسلامية والإنسانية.
اللغة العربية مکمّلة للغات الإسلامية
لا يخفي على الطالب مقدار ما دخل اللغات الإسلامية من کلمات
ومصطلحات وتعابير عربية، حتى لم يعد بإمکانِ دارس أي أدب من آداب العالم الاسلامي
أن يتخلّى عن دراسة اللغة العربية. وعلى مرّ التاريخ وحتى يومنا هذا کان
الأدباء المسلمون غير العرب من شعراء وکتّاب على علم باللغة العربية وآدابها، بل وکثير
منهم قدّم إنتاجات في الأدب باللغة العربية إلى جانب آداب لغته القومية.
الصحوة الإسلامية
إنّ العالم الإسلامي يشهد صحوةً جبّارة تبدو فيها مظاهر
العودة إلى ذاته، وإلى استعادة عزّته المسلوبة وکرامته المنتَهَکة. وهذه الصحوة تتطلب ترابطَ الشعوبِ الإسلامية، وعلماء
المسلمين، والبلدانِ الاسلامية. کما تتطلب نموَّ التعاون السياسي والاقتصادي والثقافي
بين الدول الإسلامية. ولا شكَّ أن العرب والناطقين بالعربية يشکلون ثِقلاً کبيراً
في ميزان هذه الأمّة، واللغة العربية تستطيع أن تنهض بدور کبير في تنامي هذه
الصحوة وفي تقوية أواصر التعاون والتفاهم بين المسلمين.
العربية لغةُ تراثٍ إنساني خالد
اللغةُ العربية لغةُ تراثٍ إنساني خالد ودُوِّنت فيها مختلف العلوم منذ قرون، ونقلت إليها المعارف
البشرية من مختلف اللغات، وقلّما توجدُ على ظهر الأرض لغةٌ بهذا الکمّ
التراثيِ العريق مثل ما للعربية، ولذلك عکف المستشرقون على اکتشاف کنوزِ هذا التراث، وبذلوا جهودا
جبارة في إحيائه ونفض الغبار عنه، وتحقيق ِ مخطوطاتِ التراث وترجمتها إلى مختلف
اللغات الأوروبية، وتدوين دراسات موسَّعة، ودائرةِ معارف ضخمة في مختلف مسائل
الإسلام والمسلمين. وإذا کان المستشرقون يبلغون هذه الدرجةَ من الاهتمام بالتراث
الإسلامي العربي فمن الأولى أن يهتمّ به المسلمون أنفسهم، لاسيما إذا عرف إن دوافع
المستشرقين في ذلك ليست خالصة لوجه الله.
اللغة العربية لغة عالمية حيّة
تعتبر اللغة العربية اليوم من اللغات الدولية الست المعترف
بها من قبل منظمة الأمم المتحدة حيث يتکلم بها شعوب أکثر من عشرين بلد إسلامي.
سوق العمل المتوفرة لطلاب اللغة العربية
يمکن للطلاب أن يشتغلوا بعد تعلّم اللغة العربية وإتقانها
في المنظمات الحکومة والخاصة العديدة التي تحتاج إلى مثلهم للتواصل مع
البلدان العربية وفي مكاتب الترجمة التي بحاجة ماسة إلى مترجمين يترجمون لهم إلى
العربية أو منها. وكذلك يمكن لمتخرجي فروع اللغة العربية أن يشتغلوا في الإذاعات والقنوات
العربية وسائر المؤسسات الإعلامية التي تحتاج إلى مذيعين ومراسلين ومترجمين
ومحررين وهلم جرى. كما يمكن للذين يواصلون دراستهم للحصول على دراجات الماجستير
والدكتوراه في اللغة العربية وأن يشتغلوا كأساتذة في الجامعات والمعاهد والثانويات
المعنية بدراسة اللغة العربية وآدابها.
الخاتمة
يظهر من هذا المقال أن اللغة العربية في
نيجيريا تواجه عوائق عديدة. ومن ذلك عدم اعتبارها لغة مهلية في نيجيريا رغم تزايد
عدد المتحدثين بها، والشعور بالنقص من قبل ذويها، وسياسة الدولة العلمية بما فيها
من قرارات لا تخدم مصلحة اللغة العربية وعاقبات العولمة وغبر ذلك كثير. وعلى الأمة
الإسلامية في نيجيريا أن تعيد النظر في أغراض تعلمها للغة العربية وتعمل بكل جد في
صيانتا وحفظ كيانها ورد اعتبارها في نيجيريا. ويمكن أن يتم ذلك بازدياد عدد
المدارس والمعاهد والكليات التي تعني بدراسة اللغة العربية والبحث في علومها
وثقافتها. وعن طريق استخدام الوسائل الحديثة في ثبها ونشرها بين الناس عن طريق ورشات
العمل والدورات والندوات وغير ذلك من البرامج الفعالة، وعن الاتصال الثقافي
بالعالم العربي والمؤسسات المعنية باللغة العربية وتعليمها على المستوى الدولي.
ومهما يكن من شيء، فالمسلم ينبغي أن يدرسها
باعتبارها شعار من شعائر الإسلام، وركن مهم من أركان علومه وثقافته.
فإذا تعلمت الأمتنا اللغة العربية استطاعت أن
تقف على أسرار اللغة واستطاعت أن تستعين بذلك في فهم النصوص الشرعية ومعرفة تاريخ
الأمم العربية وتاريخ الإسلام. كما يمكن أن يتم التزود بمتانة لغوية أدبية من خلال
قراءة النصوص وحفظها ويفتح ذلك للفرد بابا جديدا في اكتساب ثقافة أوسع. ويسهل حفظ
النصوص الدينية. وقد يعين على اكتشاف الموهبة الإبداعية المكنونة لدى الدارس. وتعين
على إحياء التراث العربي الإسلامي وتخليده وغير ذلك من الخيرات الكثيرة.
الهوامش
(1) أبو الفتح عثمان بن جني، (د.ت.)، الخصائص،
بتحقيق عبد الحكم بن أحمد، المكتبة التوفيقية، ج 1، ص 44
(2) تقي الدين أحمد بن عبد الحليم بن
تيمية، (د.ت)،
اقتضاء الصراط المستقيم، مكتبة دار الكتب العلمية، ص 203
(3) محمد
بن أبي بكر شمس الدين بن القيم، (د.ت)، الفوائد، دار إحياء الكتب العربية،
ص 17
(3) مصطفى صادق الرافعي، (2006م)، وحي القلم، المكتبة العصرية، ج3، ص33-34
(3) مصطفى صادق الرافعي، (2006م)، وحي القلم، المكتبة العصرية، ج3، ص33-34
(4) أنور
الجندي، (2004م)، الفصحى لغة القرآن، مكتبة وهبة، ص 301
(5) المرجع نفسه، ص 302
(6) المرجع نفسه ص 303
(5) المرجع نفسه، ص 302
(6) المرجع نفسه ص 303
(8) سهام بخاري، (2006م)،
’القراءات والدراسات النقدية: نظريات اكتساب اللغة الثانية وتطبيقاتها التربوية‘،
مجلة مجمع اللغة العربية الأردني، 70: 69-90
(9) كبير أبوبكر أمين، (2010م)، فصول في تاريخ الأدب العربي، مطبعة آل ياسر، ص 119-125
(10)
المرجع نفسه، ص 125
(11) الدكتور محمد
علي آذرشب، ’لماذا ندرس اللغة العربية؟‘ مقال منشور على اللإنترنيت، تم اسرجاعه
بتاريخ يوليو 3، 2011م من موقع
http://www.al-adab.blogfa.com/post-314.aspx
جزاك الله خيرا يا مولاى
ReplyDelete