دراسة أسلوبية في شعر جميل محمد سادس
خطة رسالة البحث المقدمة
ضمن
متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه في الأدب العربي النيجيري
الطالب/ أبوبكر، كبير أمين
PhD/ARTS/2944/2010-2011
إشراف
أ.د.
مسعود راجي
و
أ.د. محمد الأول
عمر
و
أ.د.
غَرْبَ طَنْ ظُوهُو زَارِيَا
قسم اللغة العربية، جامعة أحمد بلّو، زَارِيَا-نيجيريا
سبتمبر، 2012م
مقدمة
الخطة
ما فتئ التراث الشعري في الأدب العربي مرآة
مشرقة تعكس أبعادا فنية للثقافة العربية في نيجيريا، وتمثل حلقة وصل بين الفنانين
والدارسين. كما ظلت البلاد تولد نبلاء من الشعراء على مرّ الزمان. فلم يزل الشعر
العربي النيجيري لذلك مصدرا للاستلهام ومنبعا للدراسة والبحث.
وبناء على ذلك، كان الباحثون والدارسون يقومون بما عليهم من العناية بهذا التراث
الذي ما برح أكثره مخطوطا، من أجل ذلك عني به الباحثون بالبحث والدراسة والتحقيق
والنقد والنشر وغير ذلك.
ويدرك
كل من قرأ إنتاجات الشاعر جميل محمد سادس أنه من الشعراء النيجيريين المعاصرين
الذين تمتعوا بنصيب من الموهبة الشعرية. لكنه لم يحظ باعتراف من عند الباحثين
والدارسين في هذا المجال، فلم تفز إنتاجاته الشعرية بالدراسة. ومن هنا يعتقد
الباحث أنه ينبغي القيام بدراسة هذه النصوص لأول مرة، علّها تحظى بحظ يليق بها من
العناية والدراسة. فهذا البحث عبارة عن محاولة لدراسة أسلوبية في شعر جميل محمد
سادس.
وفي
الجملة، فهذه الورقة عبارة عن خطة رسالة بحث يرغب الباحث في استخدامها في هذا
البحث، يقدمها الباحث على لجنة الإشراف وسائر أعضاء هيئة التدريس بقسم الغة العربية،
جامعة أحمد بلّو زاريا، بغية الانتفاع بالنقدات والتوجيهات والموافقة على التمادي
في البحث.
وتحتوي
هذه الخطة على النقاط التالية:
· مقدمة
الخطة
· الموضوع
وأسباب اختياره
·
أهداف البحث
·
أهمية البحث
·
إشكالية البحث
·
مراجعة
الدراسات السابقة
·
حدود البحث
·
منهج البحث
·
التبويب الأول
لهيكل البحث
·
الدراسة
النموذجية
·
خاتمة الخطة
·
قائمة المصادر
والمراجع
الموضوع وأسباب اختياره
عنوان
الرسالة هو ‘دراسة أسلوبية في شعر جميل محمد سادس’. وهي دراسة ستصب اهتمامها في
الكشف عن الخصائص الأسلوبية وأبعادها في قصائد الشاعر وتحليل أشكال أسلوبه ومكونات
فنّه الأسلوبي. فالدراسة تهتم بمكونات الصورة الأسلوبية عند الشاعر، باعتبارها وسيلة
فنية جوهرية لفهم نفسية الشاعر وأسلوبه في تشخيص رؤيته الفنية.
وأما
أسباب اختيار الباحث لموضوع فهي:
أ/ أول ما يستدعي انتباه القارئ لشعر جميل محمد
سادس هو ما رآه الباحث من نجاحه في إخراج الكلام الفني بتأليف عبارات بسيطة في
صورة تكسبها قوة وجمالا يستدعي إعجاب القارئ. فهو شاعر مبدع نجح في إخراج كلام
عادي لا يتصف بقوة فنية أصلا في صورة فنية قوية، وهذا من أصول الجمال الفني.
ب/ تقديم الباحث الشاعرَ أمام الباحثين والدارسين
وتسجيل أعماله في سجل الأدب العربي النيجيري. وذلك لكون الشاعر يمثل شخصية أدبية
نبيلة تم اكتشافها قبل قليل، ولأنه لم يسبق أن قام أحد بالبحث في أشعاره مع ما
تتمتع به من الجودة الفنية والأصالة الإبداعية.
ج/ اعتقاد الباحث بأن النصوص المعنية بالدراسة
تتمتع بجودة فنية وكثرة وفيرة، الأمر الذي يجعل القيام بدراستها مهمة إيجابية.
د/ كون الشاعر جميل محمد سادس من الشعراء الشبان
المعاصرين الذين أسهموا في دفع سير الأدب العربي النيجيري وتكوين مادته في العصر
الراهن، فالباحث يعتقد أن القيام بالبحث في شعره يمثل حلقة استمرارية في كيان
الأدب العربي النيجيري. ولذلك يرى الباحث أن هناك فرجة يرغب في سدها، تتمثل في
حاجة هذه النصوص إلى دراسة أسلوبية وموضوعية قائمة على أحدث منهج ممكن.
ه/ رغبة الباحث في إبراز ما في أعمال الشاعر جميل
محمد سادس من أساليب الإبداع ومميزات الأسلوبية من تناص وانزياح وتكرار وغير ذلك.
و/ رغبة الباحث في أن يفتح للقراء والدارسين
والنقاد اللاحقين المجال أمام دراسة هذه القصائد للقراءة والبحث والتحليل والنقد.
ز/ العناية بالنصوص الأهلية باكتشاف أصحابها والاحتفال
بها ودراستها.
أهداف
البحث
تتمثل
أهداف هذا البحث فيما يلي:
أ/ جمع قصائد هذا الأديب التي كانت متفرقة في
ملفات مختلفة وفي أماكن شتى بغية حفظها من الضياع لإبراز
شخصية صاحبها والاعتراف بشاعريته وتقدير المجهود الذي قام به في مجال الشعر العربي
النيجيري.
ب/ دراسة إنتاجات الشاعر وتحليلها بغية الكشف عن
مظاهرها الإبداعية واستخراج قيمها الأسلوبية واستنباط عناصر الأسلوب الفني فيها للوصول
إلى درجة فهم أعمق لنفسية الشاعر وطبيعة شعره وتقديم خلاصة رؤيته الأدبية وتحليل
تصويره للحياة كشاعر.
ه/ الكشف عن قيم إنتاجاته الجمالية وتشريح شعره
للوقوف على أسراره الأسلوبية من خلال تحليل القصائد لإدراك مدى تفاعل تجربته
بإنتاجاته وكيفية تأثرها على عمله الفني.
و/ اكتشاف مجموعة من خصائصه الأسلوبية الشكلية
منها والمعنوية على مستويات مختلفة.
ز/ تزويد الدارسين والباحثين بنماذج من إنتاجات
أدباء زَارِيَا بنيجيريا الكاتبين أدبهم باللغة العربية.
ح/ تطوير الدراسة الأدبية الفنية في أوساط الأدب
العربي النيجيري وذلك بتقديم شخصية شاعرية جديدة.
أهمية البحث
ومن
وجوه أهمية هذا العمل أيضا ما يلي:
أ/ كون الدراسة الأسلوبية من أقرب أساليب النقد
إلى الموضوعية وأنسبها في دراسة الآثار الأدبية. فيرى الباحث أنه من المهم بمكان
أن يطبق نظريتها على هذه النصوص سعيا وراء خدمتها على وجه الخصوص والأدب العربي النيجيري
الحديث على وجه العموم.
ب/ إضافة دراسة جديدة إلى المكتبة العربية الحديثة،
وباعتبار الأسلوبية "من المناهج التي خدمت النصوص الأدبية وبلورت
جماليتها"، فيستحسن
أن تتخذ وسيلة لإضافة الجديد المشار إليه.
ج/ ومن مظاهر أهمية هذه الدراسة أنه من البديهي
أن العلوم والفنون تتجدد مع تجدد الحياة ومناهجها، وهكذا يجب على منهج الدراسة
أيضا أن يتجدد. فلا أهم من الإسهام في الدراسة باستخدام منهج يعتبر من أحدث مناهج
النقد.
د/ يتوقع الباحث أن هذه الدراسة ستفتح بابا جديدا
لوصف مظاهر الأسلوبية في أعمال الشعراء النيجيريين والاهتمام بالنصوص المحلية ودراستها.
ح/ محاولة الباحث لحفظ هذه الإنتاجات محققة ومصحوبة
بدراسة بعض جوانبها الفنية، عسى أن يكون ذلك خطوة إيجابية في نفض الغبار عنها
ونقلها إلى المكتبة العربية وتسهيل الحصول عليها للراغبين.
و/ ويصبح هذا البحث هاما أيضا إذا اعتُبر أنه
سينتفع به الدارسون والباحثون اللاحقون الذين سيقومون بالبحث لاحقا عن الشاعر
وإنتاجاته الأدبية.
إشكالية البحث
تتمثل
إشكالية هذا البحث في السعي وراء استنباط الخصائص الأسلوبية وتحليلها. فالمشكلة في
هذا البحث تتحدد في دراسة ظواهر التأليف الأسلوبي وتحليلها حسب قواعد الدراسة
الأسلوبية.
وبناء على ما تقدم، تفرض مجموعة من الأسئلة
نفسها، والتي سيتم الإجابة عنها في نهاية البحث. ومن أبرزها ما يلي:
-
من الشاعر
جميل محمد سادس؟
-
هل تشتمل
قصائده على خصائص أسلوبية؟
-
ما أهم تلك الخصائص؟
-
من أين يمكن
استنباط تلك الخصائص في شعره؟
-
وهل أثرت
تربيته كمتخصص في علوم القرءات على أسلوبه؟ وكيف؟
-
أين النماذج
والأمثلة المنتقاة من قصائد الشاعر التي تبرر وجود تلك السمات والحقائق؟
هذا، ويمكن تلخيص عمل الباحث إذاً في استقراء
القصائد واستنباط خصائصها الأسلوبية من مثل
التناص والانزياح والتكرار والخيال والإيقاع وغير ذلك.
الدراسات
السابقة
نظرا إلى كثرة البحوث السابقة حول الموضو وتنوعها،
يرغب الباحث في دراسة الأديبات السابقة تحت العناوين الفرعية الآتية:
أولا: الدراسات السابقة حول الشاعر وإنتاجاته
لم
يعثر الباحث على دراسة سابقة حول الشاعر جميل محمد سادس ولا إنتاجاته إلا مقالا
واحدا. وهو عبارة عن ورقة يقدمها أبوبكر
خلال المؤتمر الوطني لجمعية معلمي الدراسات العربية الإسلامية. وفيها يعرض الباحث قصيدة
‘فداك نفسي يا مصطفى’ للشاعر جميل محمد سادس ويدرس من خلالها الدور الإيجابي الذي قام
به هذا الشاعر الشاب في فترة كان أمثاله من الشبان يتحمسون ويشارك بعضهم في
الاضطرابات التي خلفتها رسوم كاركاتونية مشؤومة نشرتها صحف في أوروبا الغربية لتصوّر
رؤى رساميها لشخصية الرسول عليه السلام، فالشاعر نظم القصيدة للرد على تلك الرسوم
الكاركاتونية التي نشرتها صحيفة دنماركية أولا وغيرها من صفح بعض الدول الأوروبية لاحقا
في محاولتها لرصد رؤى الرسامين لشخصية الرسول صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي هز العالم
وأفضى إلى اضطرابات ومظاهرات وردود فعل عنيفة في عديد من مدن شمال نيجيريا خاصة
وسائر بلاد العالم الإسلامي عامة. وينتهي
المقال إلى القول بأن هذا الشاعر الشاب قد نجح في استخدام الأدب كوسيلة لإعلان رأيه
دون عنف أو اضطراب في فترة خطيرة، وذلك بتسجيل وجهة نظره في قالب شعري خيالي هادي يمكن
أن يعتبر علاجا أدبيا لشعوره المؤلم. ويتفق
المقال مع رسالة هذا البحث في كون كليهما يتناولان شاعرا وحدا، إلا أن المقال
يتقيد بقصيدة واحدة فقط ويدرسها من منظور اجتماعي محاولا الوقوف على مدى صلاحية
الشعر في خدمة الشعب والعمل على ضمان الأمن، في حين أن هذا العمل يدور حول التحليل
الأسلوبي.
ثانيا: الدراسات السابقة حول بعض الشعراء في بيئة
الشاعر
هناك
بحوث تمت حول شخصيات بعض الشعراء ودراسة إنتاجاتهم في بيئة هذا الشاعر الزمنية
والمكانية، ولأن هذه الأبحاث تمثل وضع الثقافة العربية في بيئة الشاعر يمكن أن
تعتبر كأقرب أبحاث سابقة لهذه الدراسة من هذه الناحية، ومنها ما يلي:
فمنها
رسالة بحث يقدمها أبّا
إلى قسم اللغات النيجيرية والإفريقية بجامعة أحمد بلّو زاريا تكميلة للحصول على
درجة الماجستير في اللغة العربية. وهي بعنوان ‘الشيخ عبد القادر النفوي وإنتاجاته
الشعرية’، ويقسم الرسالة إلى أربعة فصول، فيتناول في الفصل الأول الحديث عن الأدب
العربي في نيجيريا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين ويتحدث عن تاريخ
اللغة العربية وانتشارها خلال الفترة المذكورة، كما يتحدث عن الشعر وموضوعاته. وفي
الفصل الثاني يتحدث عن سيرة الشاعر؛ عن نسبه ومولده وتحصيله للعلم وشيوخه ومعهده
وتلاميذه وأخلاقه وآثاره العلمية وعن وفاته. وأما الفصل الثالث فالحديث فيه يدور
حول إنتاجات الشاعر وعن موضوعاتها. ثم يخصص الفصل الرابع للدراسة، فيعرض فيه
القصائد وينظر في محتوياتها ويكتشف ملامح المحاكاة والتقليد فيها. ويشير كذلك إلى
الصور البيانية وأسلوب الشاعر كما يبدي بعض المؤاخذات والانتقادات. ثم يختتم البحث
بتلخيص الرسالة ويتوصل إلى القول بأن الشاعر قد أسهم بنصيب وافر في تقدم الأدب
العربي في زاريا.
وكذلك
يقدم عبد الملك
رسالة تكميلية إلى قسم اللغات النيجيرية والإفريقية بجامعة أحمد بلّو زاريا للحصول
على درجة الماجستير. وعنوان الرسالة هو ‘الخصائص الفنية لقصائد الشيخ شئث بن عبد
الرؤوف كسفا زاريا’. ويقسم الرسالة إلى ثلاثة أبواب، فيعرض في الباب الأول لمحة
تاريحية عن الشاعر ومولده ونشأته ونشاطه التعلمي وأنشطته العلمية وآثاره ووفاته،
ويتحدث عن شخصية الشيخ كشاعر وعن مكوناتها. وفي الباب الثاني يعرض الباحث قصائد
الشاعر التي نظمها أصلا والتي قام بتخميسها عن قصائد أخرى لغيره من الشعراء. وفي
الباب الثالث يركز الباحث على الدراسة، فيدرس موسيقى القصائد ولغتها وأسلوب الشاعر
في تأليفها ومضمونها ومظاهر الخيال فيها. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها هذه
الدراسة إثبات أن الشاعر مطبوع على الشعر ومقلد للشعر العربي القديم في أسلوبه
وأنه كان صورة واضحة لشخصية شاعر متدين وعالم وداعية ومرشد ومقربا إلى ملوك زاريا
في أيامه.
وأما
آدم
فيقدم رسالة تكميلية للحصول على درجة الماجستير إلى قسم اللغات النيجيرية
والإفريقية بجامعة أحمد بلّو زاريا تحت عنوان ‘مساهمة الأستاذ أحمد المقري سعيد في
الشعر العربي النيجيري: دراسة وتحليل’، فيتحدث الباحث عن الشاعر؛ عن مولده ونسبه
ونشأته وأخلاقه وشيوخه ومكانته العلمية. ثم يعرض في الفصل الثاني قصائد الشاعر قبل
أن يدرسها دراسة نقدية في الفصل الثالث. فيتكلم فيه عن المعنى والعاطفة وأسلوب
الشاعر والموسيقى وعن البديعيات وغير ذلك. ويذكر الباحث في إنتاجاته "أن
الأستاذ لعب دورا ملموسا في الشعر العربي النيجيري..."
وأما
كونا
فيقدم رسالة تكميلية للحصول على درجة الماجستير بعنوان ‘قصيدة الميمية الإبراهيمية
للشيخ يهوذا بن سعيد’ يقدمها إلى قسم اللغات النيجيرية والإفريقية بجامعة أحمد بلّو
زاريا. ويقسم الرسالة إلى ثلاثة فصول، ويتناول في الفصل الأول سيرة الشاعر ابتداء
من مولده ونشأته وأنشطته العلمية ويتعرض للحديث عن طلابه ومؤلفاته. ويعرض نص
القصيدة المعنية بالدراسة في الفصل الثاني عرضا تاما مصحوبا بشرح بعض الكلمات
الصعبة وتعاليق يسيرة. ثم يقوم بالدراسة وتحليل القصيدة في الفصل الثالث حيث أخذ
يكتشف الجمال التركيبي والبلاغي في وحدات القصيدة ويشرحها. ويتوصل إلى القول بأن
الشاعر متمكن في اللغة العربية ومستغلا ذلك في التعبير كما يستغل معرفته بالثقافة
الإسلامية في قول الشعر بعاطفة دينية صوفية.
ويأتي
إمام
فيقدم رسالة تكميلية للحصول على درجة الماجستير إلى قسم اللغات النيجيرية
والإفريقية بجامعة أحمد بلّو، زاريا، يقدمها تحت عنوان ‘مساهمة المعلم محمد علي في
الشعر العربي بمدينة زاريا دراسة تحليلية’. فيتحدث الباحث عن الخلفية التاريخية
لمدينة زاريا، وتطور الثقافة العربية فيها وعن المعاهد العلمية والأنشطة الأدبية.
وفي الفصل الثالث يعرض الباحث سيرة حياة الشاعر ويذكر شيوخه الذين تخرج عليهم كما
يتعرض لذكر طائفة من طلابه. وأما في الفصل الرابع فيقوم الباحث بدراسة أدبية
للقصائد التي عرضها، ويتحدث عن تجربة الشاعر وعن عاطفته وأفكاره وأسلوبه وعن
الموسيقى وعن القيم اللغوية وعن الصور الخيالية وغير ذلك. ويتوصل إلى نتائج عديدة،
ولعل من أبرزها أن الشاعر يحسن صياغة الشعر وأن شعره "يمتاز بدقة الخيال
وروعة التصوير والمحسنات اللفظية والمعنوية وأكثر قوافيها تتمشى على القواعد
العروضية".
وأما
عباس
فيقدم رسالة تكميلية للحصول على درجة الماجستير إلى قسم اللغات النيجيرية
والإفريقية بجامعة أحمد بلّو، زاريا. وهي بعنوان ‘مساهمة الشيخ محمد البصير في
تطوير الأدب العربي بزاريا’، ويقسم الرسالة إلى خمسة فصول، فيتطرق في الفصل الثاني
للحديث عن مدينة زاريا وتاريخها وحالة التعليم العربي فيها. ويخصص الفصل الثالث
للحديث عن الشاعر محمد البصير وإنتاجاته الأدبية، فيتحدث عن نشأة الشاعر وحياته
العلمية وعن أخلاقه وشيوخه وتلامذته ويعرض بعد ذلك قصائد الشاعر. ثم يقوم بدراسة
نماذج من أشعار الشاعر في الفصل الرابع. أما الفصل الخامس ففيه يتطرق الباحث
للحديث عن تجارب الشاعر النفسية وعن عاطفته وعن الصور التشبيهية التي اكتشفها خلال
استقراءه للقصائد، وكذلك تدرس أيضا أسلوب الشاعر ولغته وغير ذلك. ويتوصل في نهاية
المطاف إلى القول بأن الشاعر حاول أن يجدد في المعاني وأن تجارب حياته مؤثرة جدا
في شعره وبارزة وأن النزعة الدينية تهيمن على شعره.
يستفيد
الباحث من هذه البحوث كلها لعلاقتها بالبحث من حيث البيئة، فجميع الشعراء الذين
تمت دراسة أعمالهم ينتمون إلى بيئة الشاعر، كما تتفق الدراسات مع هذه الدراسة في
طبيعتها بحيث إنها جميعا تحاول كشف دراسة أعمال هؤلاء الشعراء على مستويات عدة
ومتباينة، وتختلف هذه الدراسة مع الدراسة السابقة في المادة المدروسة وفي طبيعة
المنهج والنظريات التي ستستوظفها هذه الدراسة كما هو ظاهر.
ثالثا: البحوث السابقة حول الأسلوبية
على
الرغم من أن الأسلويية منهج حديث نسبيا فإن الأبحاث كثيرة جدا في فنونها، بما في
ذلك الجانبين النظري والتطبيقي. ولذلك يريد الباحث أن يعرض بعض البحوث السابقة حول
الأسلوبية بتفريعها على النمط التالي:
أ/ الرسائل الجامعية
يقدم أبوبكر
رسالة بحث بعنوان ‘بعض الظواهر الأسلوبية في كتابي الإمام أحمد بن قرتو عن غزوات
السلطان إدريس ألومة في كنم برنو: دراسة على ضوء الأسلوبية الحديثة’ يقدمها إلى
قسم اللغة العربية، بجامعة بَايَرُو، كَنُو تكملة لمتطلبات الحصول على درجة
الدكتوراه في اللغة العربية. فيتناول بالدراسة نظرية الأسلوبية متحدثا عن الظاهرة
ومفهومها وتاريخ نشأتها في الغرب والشرق. ثم يقوم بدراسة تطبيقية يحكّم من خلالها
قواعد الدراسة الأسلوبية ونظرياتها على مادة الدراسة مستنبطا من النصوص ظواهر
الخطاب وسمات التركيب والعدول وغير ذلك. ويتفق هذا العمل مع رسالة هذا البحث في
طبيعة الدراسة مع اختلاف في المادة المعنية بالدراسة، والباحث ينتفع من هذا العمل
في الوقوف على نموذج حي لكيفية تطبيق النظريات الأسلوبية في دراسة النصوص الشعرية.
ويقدم المعصري
رسالة بحث بعنوان ‘الخصائص الأسلوبية في شعر أبي نواس’ تكملة للحصول على درجة
الدكتوراه. يقدما إلى قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة أم درمان، فيقسمها إلى
بابين مستقلين عن المقدمة والخاتمة. ويدرس في الباب الأول خصائص الإيقاع من حيث
الوزن والقافية والموسيقى الداخلية، وفي الباب الثاني يتناول خصائص البناء الشعري
وبناء القصيدة والأساليب الطلبية. فيكشف مجموعة من الخصائص الأسلوبية والفنية
والتركيبية والشكلية. ويستنتج نتائج خطيرة، ومنها أن شعر أبي نواس يميل إلى تكثيف
التجربة في اقتصاد للبنية التركيبية، ويتكأ على الأساليب الطلبية والحوار والمزج
بين الأساليب المختلفة والاستفادة من تقنيات القص السرد المختلفة.
وتتفق هذه الرسالة مع هذا البحث في المنهج
الأسلوبي باعتباره النمط المهيمن على طبيعة الدراسة ويختلفان في المادة المعنية
بالدراسة. ومع ذلك فالباحث يستفيد من هذا العمل من حيث إنها تمثل أنموذجا مثاليا
في التحليل الأسلوبي.
وأما أول
فيقدم رسالة بحث تكميلية إلى قسم اللغة العربية بجامعة بايرو كنو للحصول على درجة
الدكتوراه بعنوان ‘صور من أساليب القرآن في الدارسات الأسلوبية الحديثة’ فيدرس
قضايا أسلوبية باستنباط نماذجها من القرآن، على رأسها الخصائص الصوتية وقضايا
الاختيار والعدول والموقف الكلامي وغير ذلك. ويستفيد الباحث من هذه الرسالة
باعتبارها من النماذج للدراسة التطبيقية في فن الأسلوبية مع أن طبيعتيهما تختلف باختلاف
طبيعة النصوص المدروسة، ففي حين أن أولا يعتني بدراسة النصوص القرآنية كانت هذه
الدراسة منصبة في نصوص شعرية.
ويقدم بلغيث
رسالة بحث تكميلية للحصول على درجة الماجستير في اللغة العربية، يقدمها إلى قسم
اللغة العربية وآدابها، بجامعة بوزريعة بحت عنوان ‘الصورة الشعرية عند الشاعر عز
الدين ميهوني: دراسة أسلوبية’. فيدرس فيها المفهوم الأسلوبي للصورة الشعرية من
خلال نماذج محللة من شعر الفنان الجزائري عز الدين ميهوني. ويقسم الرسالة إلى
ثلاثة فصول، فيدرس في الأول الصورة الشعرية من منظور تقليدي ويحاول ربط العلاقة
بينها وبين الأسلوبية. ثم يقوم بدراسة تطبيقية في الفصل الثاني، حيث يتناول أساليب
الحذف والإضمار والتقديم والتأخير والجمل الإنشائية، يتناولها بالدراسة مع تحليل
وظائفها الأسلوبية. وفي الفصل الثالث يتطرق إلى الصورة الحسية بأنواعها ثم الصورة
الذهنية بأنواعها أيضا. وينتهي إلى نتائج متعددة، ومنها أن الصورة الشعرية عند الشاعر تتجسد من خلال تلاعبه
بالبنية اللغوية والإلحاح على الفكرة من خلال إيرادها في أشكال عدة كالتكرار
والانزياح والتقديم والتأخير وغيرها. وتتفق الرسالة مع هذا البحث في المنهج وطبيعة
الدراسة وفي الاهتمام بالمنهج الأسلوبي في تحليل النصوص الشعرية، ويختلفان في مادة
الدراسة والاتجاه الذي تهتم به كل منهما. ومع ذلك، فالباحث يستفيد من هذا العمل بصفته
مثالا حيا للتحليل الأسلوبي.
وأما عابد
فيقدم رسالة تكميلية للحصول على درجة الماجستير، يقدمها إلى قسم اللغة العربية
بجامعة الأزهر- غزة. وعنوانها ‘الإيقاع في شعر سميح بن القاسم: دراسة أسلوبية’،
يقسم الباحث الرسالة إلى خمسة أقسام ومقدمة، فيتناول في الفصل الأول الإيقاع
العمودي في شعر سميح بالدراسة مصنفا القصائد على ترتيب تنازلي ومكشفا أنماط بحورها
وأوزانها. ويدرس في الفصل الثاني قصائد التفعيلة وقصائد مزدوجة إلى جانب أخرى
خالية الوزن، وأما الفصل الثالث فيخصصه لدراسة القافية. وفي الفصل الرابع يتناول
أهم الروابط الإيقاعية بالدراسة، ومنها التكرار والضمائر والتدوير، ثم روابطها من
مثل الحذف والسكتات والتقديم والتأخير وحروف المعاني. وفي الفصل الخامس يدرس
الباحث أهم الظواهر الإيقاعية من مثل إيقاع الحرف وإيقاع اللفظ وإيقاع الجملة
وإيقاع الجملة وإيقاع الأساليب، كما يتناول التشابك وإيقاع الصورة في محاولة لرصد
الحركة الفاعلية للإيقاع وكشف مدى تأثر نفس المتلقي بها. ويتوصل إلى نتائج منها أن
الإيقاع الصوتي والتفعيلي يثير ويؤثي في نفسية المتلقي كما يزيد من فاعلة النص.
وتتفق
الرسالة بموضوع هذا العمل في كون كليهما تتناول نصا شعريا بدراسة أسلويية تهتم
بجانب الإيقاع بمستوياته المختلفة، ويختلفان في المادة الشعرية المعنية بالدراسة
وفي كون الرسالة عابد تتقيد بدراسة الإيقاع فقط، في حين أن هذه الرسالة تنوي دراسة
الإيقاع باعتبارة جزءا من العمل.
ب/ المقالات
ومن ضمن الدراسات السابقة في المقالات
دراسة زراقة، فهو
يقوم بدراسة عن طريق مقاربة أسلوبية لتحليل إنتاجات الشاعر الفلسطيني
المقاوم عزّ الدين المناصرة من خلال ديوانه ‘جفرا’. ويعتمد في الدراسة على منهج أسلوبي
جامع للوصف والتحليل والتفسير وتتبع السمات الرئيسية للغة الشاعر وتجربته الفنية وطريقته في التعامل مع اللغة لتجسيد هذه التجربة، وتكشف الدراسة عن دور المثيرات الأسلوبية في بناء شعره. ويبدأ المقال بالتعرض
لمصطلح الأسلوبية والحديث عن علاقة النص الأدبي بالتحليل الأسلوبي. ثم يتناول بالدراسة
قضايا أسلوبية عديدة من خلال الديوان على رأسها القيمة الأسلوبية للفعل والصفة
واستخدام اللغة اليومية والمفردات المقترضة ورمزية الألوان والتكرار وغير ذلك. ويتعرض
لكل هذه القضايا بالوصف والتحليل والتعليل مع إيراد النماذج من نصوص الديوان.
ويتفق
المقال مع هذا البحث في منهج الدارسة مع اختلاف في مادة الدراسة. والباحث يستفيد
من المقال في الوقوف على بعض القضايا المهمة في التحليل الأسلوبي ونماذج عملية
للدراسة.
وأما
سَانْدِيرِسْ
فينشر مقالا على الإنترنيت يقوم فيه بعمل متمثل في عرض ظاهرة الأسلوبية ومشاكلها
رغبة منه في وضع نظرية شاملة تنضوي تحتها الظواهر الأسلوبية. فيحاول الكاتب ربط
الأسلوبية باللسانيات والأدب. ثم يتحدث عن مفهوم الأسلوب ويعرج على تاريخ الأسلوبية،
ثم يتوقف أمام النحو بوصفه مستوى لغويا يتمتع بدور فعّال في الدراسات الأسلوبية.
ويركز على مبدأ الاستحسان الذي أشارت إليه المدرسة النحوية التوليدية والتحويلية
بوصفه أساسا للحكم الأسلوبي. على أنه من الجدير بالذكر أن بعض المسائل المعروضة في
المقال لا تتجانس مع طبيعة اللغة العربية لاعتماد الكاتب على لغته الأم
(الألمانية) في الحكم على بعض المواقف والآثار اللغوية والأدبية. إلا أنها تظل
أفكارا تحتفظ بقيمتها كأسس عامة يمكن الاسترشاد بها في تحليل النصوص الأدبية
ودراستها من الناحية الأسلوبية، ومن هذا المنطلق يستفيد الباحث من هذا العمل.
ويقوم حسونة
بنشر مقال بعنوان ‘تسارلات النص الشعري - دراسة أسلوبية تحليلية’. فيحاول الكشف عن
آفاق بعض تساؤلات النص الشعري من خلال البحث عن مدى قيمتها في أداء المعنى والدور
الذي تقوم به في النص ابتداء من دوافعها وغايتها وأشكالها. ثم يعرض أمثلة من
التساؤلات في نصوص شعرية ويحللها مستنبطا منها ميزات أسلوبية كالتكرار والانزياح وطبيعة
الموقف الكلامي. ويتخلص إلى القول بأن التساؤلات تلعب دورا هاما في ضبط مسافة
التوصيل بين الشاعر والقارئ والمتلقي، وأنها تظهر رؤية الشاعر وتعكس مدى تأثرع
بالواقع المرهق. ويستفيد الباحث من هذا المقال في الوقوف على بعض الحقائق المهمة
في المنهج الأسلوبي وفي ملاحظة نماذج عملية للتحليل الأسلوبي.
وينشر فتيحة
مقالا على الإنترنيت بعنوان ‘تجليات الأسلوب والأسلوبية في النقد الأدبي’. فيحاول
رسم المعايير الأساسية للمناهج السائدة في التحليل الأسلوبي، فيذكر منها أنماطا مع
تعاريف بسيطة وإشارات إلى أصلها وذكر بعض الرواد لكل اتجاه. ويتخلص إلى أن التقدم
الذي ناله حقل اللسانيات من حيث الدراسة والتحليل والتقويم والنقد قد تسرب إلى حقل
النقد الأدبي، وأن الأسلوبية تمثل نوعا فعّالا من هذه الثورة. ويستفيد الباحث من
هذا العمل في الوقوف على بعض الآراء السائدة في مجال الأسلوبية.
وأما مسلم
فينشر مقالا على الإنترنيت بعنوان ‘هل الأسلوبية مدرسة أم منهج نقدي؟’ ويحاول فيها
تركيب صورة وسطية يرغب أن تكون هي الصورة النموذجية للتحليل الأسلوبي. ويتطرق إلى
الحديث عن بعض الأسباب التي أدت إلى عرقلة الدراسة الأسلوبية والتي منها إدخال بعض
الدارسين الرموز الرياضية والرسوم البيانية في دائرة البحث الأسلوبي. ويستنتج في
نهاية المطاف أن الأسلوبية مدرسة أدبية تتخذ من مباحث الأدب وعلم اللغة والبلاغة
ركيزة رصينة تقف عليها. ويستفيد الباحث من هذا المقال في معرفة بعض القضايا
المثيرة للجدل في حقل الدراسة الأسلوبية.
وكذلك جاب
الله
الذي يقوم بنشر مقال بعنوان ‘قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية’ فيتحدث عن مصطلح
الأسلوبية وشيوعه في مجالات البحث المعاصرة وما يرافق ذلك من تعدد المفاهيم
والمفردات المستخدمة مع الإشارة إلى أزمة الخلاف في ترجمة بعضها من اللغات
الأوروبية الحديثة محاولا تحديد أصوبها. ويتعرض لبعض مفاهيم الأسلوبية بالتعريف
على رأسها الاختيار والانحراف، كما يتحدث عن المتلقي ومفهوم السياق. ويستفيد
الباحث من المقال في إدراك طبيعة الخلاف الواقع في تحديد بعض المصطلحات والوقوف
على بعض الترجيحات بالنسبة لتصويب بعضها.
وأما النعامي
فينشر مقالا بعنوان ‘ظاهرة التكرار في ديوان لإجلك غزة’. فيبدأ بالتعرف على طبيعة هذه الظاهرة وكيفية بنائها وصياغتها ويتعرض لمدى استطاع
الشعراء في خلقها ليجعلوا منها أداة فاعلة داخل النص الشعري،
ثم يحلل محاور التكرار وأنماطه على مستويات الحرف والكلمة والبداية واللازمة، ودورها في بناء معاني
الجمل على اختلاف
أشكالها، وقدرتها على
تكوين سياقات شعرية جديدة ذات دلالات قوية ومثيرة لدى المتلقي
وجلب انتباهه. ويحلل كل ذلك بنماذج من نصوص الديوان المدروس. ويتفق المقال بموضوع
الرسالة في كون كليهما يقوم على نفس المنهج في الدراسة وطبيعتها، ويتخلفان في مادة
الدراسة وكون المقال يتقيد بالتكرار في حين أن هذه الدراسة تدرس التكرار كجزء من الدراسة
الأسلوبية. والباحث يستفيد من هذا المقال في الوقوف على بعض الملاحظات الدقيقة
بالنسبة لظاهرة التكرار باعتبارها من الخصائص الهامة في الدراسة الأسلوبية.
ج/ الكتب المنشورة
يدرس
جِيرُو
الأسلوبية من منظور فلسفي نظري خالص. فيبدأ بالحديث عن البلاغة والجناس والأساليب.
ثم يتعرض للحديث عن لغة الأسلوب ومدارسه في أوروبا مع عرض موجز لمبادئ الأسلوبية.
وفي الفصل الثالث يتطرق للحديث عن أنواع الأسلوبية وطبيعتها، فيتحدث عن أسلوبية
التعبير وأسلوبية بَالِي وأسلوبية الفرد والأسلوبية الوظيفية والبنوية، كما يتحدث
عن امتدادات كل اتجاه وأسسه المثالية. ثم يتحدث عن النقد الأسلوبي عند بعض كبار
اللغويين الأوروبيين. ويختتم البحث بالحديث عن مهمات الأسلوبية ويحدد في ذلك
موضوعها وطبيعتها وأهدافها ومناهجها ونقدها. ويستفيد الباحث من هذا الكتاب في
ترتيب فلسفة الأسلوبية وأقسامها وفي إدراك بعض الحقائق الأساسية لفن الأسلوبية.
وكذلك
ينشر الزهرة
دراسة عن الأسلوبية، فيدرسها من منطلق تاريخي ويقسم ذلك إلى أدوار. ويسجل التطورات
التي مرت بها الدراسة الأسلوبية عبر العصور وعبر الآداب المختلفة، ويوضح العناصر
والأسس التي بنيت عليها الدراسة الأسلوبية في مدارسها المختلفة. ثم يركز الحديث عن
إسهامات بعض الأساطين من الباحثين والدارسين الأسلوبيين الذين قاموا بمجهودات
جبارة في خدمة الأسلوبية من الجانبين النظري والتطبيقي. ثم يذكر مناهجهم النقدية
ويشيد بدورهم في خدمة حقل الدراسة الأسلوبية. وبعد ذلك يتحدث عن الناقد وخبرته والخطوات التي ينبغي أن
يتدرج عبرها في عمله النقدي. ثم يقوم بوصف شامل لأبعاد النقد التي يمثلها بجسم
الإنسان من كل اتجاهاته ويعتقد أن اللغة هي الشكل السطحي له. ثم يأتي على الحديث
عن علم دراسة النص فيعرفه ويذكر مدارجه ابتداء من تحقيق النص والشرح والتفسير
والتأويل. ويذكر ازدهاره ويسجل الأطوار التاريخية التي مرت به. وعلى الرغم من أن
هذا الكتاب ألف أصلا باللغة العربية وأن المؤلف عربي إلا أن العمل غربي الطابع؛
يستمد أغلب مادته وأمثلته من الآداب الغربية. الأمر الذي يجعل القارئ العربي القح
لا يستفيد منه فائدة تامة. ومع ذلك فالباحث يستفيد منه في معرفة جذور الأسلوبية
وزواياها وأطوارها التاريخية لا سيما في أوروبا.
وأما وِيلِيكْ
فيخصص فصلا في كتابه ‘مفاهيم نقدية’ يحاول من خلاله مقارنة البويطيقا والدراسة
الأسلوبية باعتبارهما منهجين للتحليل النقدي. فينظر إلى ملامح الاتفاق وعناصر
الاختلاف بينهما، ويصل إلى نتيجة مفادها أنهما نوعان وصفيان من الدراسة يهدفان إلى
الملاحظة والتصنيف وتحديد مميزات الأعمال الأدبية. ثم يحاول ترويج المنهج الأسلوبي
بموضوعيته وطموح هذا العصر العلمي إلى مثله. ويستفيد الباحث من هذا البحث في معرفة
منزلة التحليل الأسلوبي بين المناهج النقدية.
وأما
فايد
فتقوم بدراسة أسلوبية إحصائية تستخدم فيها الخصائص الأسلوبية في محاولة للإسهام
اللساني في إضاءة المشكلات النقدية. فتقوم هذه الدراسة على إعمال المنهج الإحصائي
على قصائد شعراء من ذوي الانتماءات الفنية المختلفة كانوا رموزا لمعركة الديوان
التي تعد من أشهر المعارك النقدية في الأدب العربي الحديث. ويبدو أن الدراسة مبنية
على اختيار فن الرثاء باعتباره أحد الفنون التي حازت بنصيب كبير في قصائد
الاتجاهات الشعرية المعنية بالدراسة واتخاذها فرضيات ينطلق منها البحث للكشف عن
طبيعتها والتحقيق من مدى صدقها. فيتم اختيار شوقي وحافظ كممثلين للاتجاه المحافظ،
كما اختير من مدرسة الديوان العقاد والمازني والشكري. فيتم دراسة نصوص الاتجاهين
دراسة أسلوبية إحصائية مليئة بالجداول البيانية والأقيسة من وجهات كثيرة منها
البعد الدلالي والبلاغي والنحوي وغيرها. ويستفيد الباحث من هذا العمل من حيث إنه
يساعده على فهم كيفية استخدام المنهج الأسلوبي في التحليل الإحصائي، وأنه بمثابة
عمل نموذجي لمعاجلة الأسلوبية الإحصائية.
وأما رحماني
فينشر بحثا يدرس فيه النظريات النقدية، فيعرضها بتسلسل منطقي موجز ليخفف للدارس
أمر الخلاف القائم بين النظريات، ويفسر أسباب ذلك. ويحاول في نهاية المطاف أن يقدم
النظرية التوفيقية التي يبدو للكاتب أنها أكثر صلاحية للحقيقة الأدبية، ويقدم في
ذلك نظريتين توفيقيتين إحداهما تتعلق بطبيعة الأدب والثانية تتعلق بوظيفته.
فيبدأ الكتاب بمدخل إلى النظريات النقدية
ثم الحديث عن أنواع النظريات الأدبية، فيحللها ويورد عناصرها وما لها وما عليها.
ويأتي بأمثلة تطبيقية توضح النظريات التي تعرض لها. وقد استفاد الباحث من هذا
العمل من حيث إنه يتناول بالدراسة النظريات النقدية التي هي كنقطة البداية في هذا
البحث. لأن هذا العمل مبني على الدراسة النقدية الأسلوبية، فاستعمل الباحث هذا
الكتاب لقراءة تلك النظريات ونقلها باعتبارها أدوارا نقدية سبقت الأسلوبية.
وأما
خضر
فينشر دراسة مفصلة عن التكرار الأسلوبي باعتبارها ظاهرة من الظواهر الأسلوبية.
فيبدأ بالحديث عن ظاهرة التكرار ويعرفها تعريفا واسعا، ويتعرض للحديث عن نشأتها مع
ضرب الأمثلة من القرآن والحديث والشعر العربي. ثم يفصل الحديث عن دواعي التكرار
ويخلل ذلك بأمثلة من القرآن والسنة والشعر. ثم يدرس التكرار من القرآن دراسة
تطبيقية من حيث النحو وتركيب الجمل والقصص القرآنية. ويستفيد الباحث من هذا العمل
من حيث إنه يمثل دراسة تطبيقية مفصلة حول ظاهرة من الظواهر التي سيتم دراستها في
هذا البحث. فيرجع الباحث إلى هذا العمل للاستفادة من التحليل النموذجي لظاهرة
التكرار الأسلوبي.
ويقدم
غَرْكَان
عملا في مجال الأسلوبية بنوعيها النظرية والتطبيقية. فيبدأ برصد صورة تمهيدية في
دراسة مقومات الشعر انطلاقا من عدم النظر التجريدي إلى النص. ثم يقسم مقومات الشعر
إلى قسمين ويسميها بالأصول والعناصر، ويتحدث عن كليهما بإسهاب وتمثيل. وفي الفصل
الثاني يدرس غركان أصول عمود الشعر كما تمثلت في النقد التسجيلي عند الأصمعي وابن
سلام وابن قتيبة. وفي النقد التنظري كما هو الشأن عند ابن المعتز وابن طباطبا
وقدامة بن جعفر. ثم التطبيق النقدي على طريقة الآمدي وأمثاله. ثم يأتي على دراسة
نظرية عمود الشعر عند بعض النقاد العرب كالمرزوقي، وغير العرب مثل كَاسِيُوسْ
لُونْجِينُوسْ. ويخصص الفصل الرابع لدراسة عمود الشعر الأسلوبي، وذلك من خلال
ثلاثة مباحث. فيدرس في المبحث الأول المقوم الصوتي الذي يشمل الوزن ومشاكلة اللفظ
للمعنى وشدة اقتضائهما للقافية. فيما يدرس في المبحث الثاني المقوم اللغوي أو
المستوى التركيبي، الذي يشمل جزالة اللفظ واستقامته وشرف المعنى وصحته. ويدرس في
المبحث الثالث المقوم البلاغي أو المستوى الدلالي الذي يشمل الإصابة في الوصف.
وأما الفصل الخامس فعبارة عن دراسة تطبيقية لنظرية عمود الشعر عند خمسة من الشعراء
العباسيين المحدثين، وهم بشار بن برد وأبو نواس ومسلم بن الوليد وأبو تمام والبحتري.
ويستفيد الباحث من هذا العمل في تركيب النظريات النقدية وقراءة النماذج التحليلية
للدراسة الأسلوبية.
ويدرس
هلال
الأسلوبية في رؤى بلاغية نقدية. وتتبلور بحوث الكتاب حول كيفية استقراء النص
الأدبي ووصف مكوناته اللغوية. ويزعم الكاتب أن هذه الرؤية للنص تتبع خواص تراكيب
الكلام وتعبر عن ماهيته بطرق مختلفة. ويجمع بينه وبين الأسلوبية ومعارفها التي
يشتغل بها قراء النص البلاغيون، ويوازن بين تلك القراءات مستخرجا أوجه الشبه
وعناصر الاختلاف بينها. ويتحدث عن الرؤية البلاغية في قراءة النص، ويذكر القيم
البلاغية في العملية الإبداعية. كما يقرر أن النقد رؤية تستند إلى صنوف المعرفة
الإنسانية للوصول إلى نتائج تطمئن إليها نفس الباحث. ويشيد بموضوعية الرؤية
النقدية واعتمادها على الاستقراء والحكم الموضوعي على غرار القوانين العامة التي
تحكم الأعمال الأدبية. ويقف عند الأسلوبية مقررا أنها دراسة لغوية تسعى إلى خدمة
الأعمال الأدبية باعتبارها مادة لغوية. ويطرح كثيرا من الأسئلة حول المستويات التي
تتدرج عليها الدراسة الأسلوبية. ويختتم بالكلام حول الدراسة الصوتية وتطوراتها
وأبعادها. ويخلل كل هذه الدراسات بالتحليلات والتطبيقات من خلال ضرب أمثلة مستمدة
من تراث الشعر العربي قديما وحديثا. ويستفيد الباحث من هذا العمل في تركيب النظرية
الأولية لهذا البحث والوقوف على قدر ممتاز من التحليل التطبيقي للأسلوبية.
ويقوم
سليمان
بنشر بحث عن الأسلوبية، فيرصد فيه معالم نظرية الأسلوبية ويفيض فيه الحديث عن
تاريخ التحليل الأسلوبي وأدوار الأسلوبية ومجالاتها وعلاقتها ببعض الفنون ووظيفتها
ومكانتها في مجال النقد الأدبي في العصر الحديث. ثم يجري دراسة أسلوبية تطبيقية
على مجموعة من الأعمال الأدبية للشاعر العبقري محمود سامي بك البارودي. فيحلل ما
في القصائد من مسائل التناوب والحذف والإضافة والاعتراض والتقديم والتأخير
والالتفات وغير ذلك. ويستفيد الباحث من هذا الكتاب في تأصيل نظرية الأسلوبية كما
يتخذه نموذجا حيًّا للتحليل الأسلوبي.
وينشر
الجربي
دراسة عن الأسلوب والأسلوبية. فيستحلها بالحديث عن مفهوم الأسلوب قديما وحديثا،
ويعرض عناصر الإبداع، ويتحدث عن النص الأدبي وأقسامه وخصائصه الفنية ومناهج نقده.
كما يتحدث عن الكتابة الفنية ومقوماتها وعناصرها وعلاقة الأسلوب بالبلاغة والنقد
والإنشاء. ثم علاقة الأسلوب بصاحبه. ويفصل القول عن سمات الأسلوب الجيد وأثر
البيئة والزمان والثقافة في الأسلوب، ويحلل كل ذلك بدراسة تطبيقية يستمد مادتها من
قصائد ومقطوعات لرواد الشعر العربي قديما وحديثا، يوردها كأمثلة توضح النظريات
والقواعد التي أسهب القول في تركيبها وشرحها. ويستفيد الباحث من هذا العمل في
تأصيل قضايا النقد الأسلوبي ونقل العناصر التحليلية لفن الأسلوبية والوقوف على
نماذج للتحليل الأسلوبي.
حدود البحث
للشاعر
جميل محمد سادس أعمال أدبية غير الشعر، فقد كان يكتب مقالات نثرية ورسائل أدبية
ويوميات.
ولكن هذه الدراسة تتقيد بشعره دون ما ليس بالشعر من سائر أعماله الأدبية.
وتتمثل
حدود هذا البحث في الحد الموضوعي والزمني والمكاني والميداني. فأما الحد الموضوعي
فهو دراسة أسلوبية في شعر جميل محمد سادس والتي ستعني بالكشف عن عناصر أسلوبية من
خلال دراسة شعره، با في ذلك التناص والانزياح والإيقاع والتكرار وغير ذلك من وجوه
التحليل الأسلوبي. وأما الحد المكاني، فهو مدينة زَارِيَا بنيجيريا باعتبارها
البيئة المكانية التي يعايشها الشاعر ويتقلب في أرجائها كموطنه الأول و"يتأثر
بها ويتفاعل معها ويلتقط تجاربه منها".
وأما
الحد الزمني فعبارة سبعة عاما ابتداءً من سنة 2006م إلى سنة 2012م. وضابط هذا أنه
قد اتضح للباحاث أن القصائد المعية بالدراسة تم تنظيمها خلال هذه المدة الزمنية،
فأقدم قصيدة نظمها الشاعر كتبت بتاريخ شهر صفر، 1427ه. وذلك يوافق فبريار، 2006م.
وأما أحدث القصائد فبتاريخ صفر، 1432ه، وهو ما يوافق أبريل، 2012م. وهناك ثلاثة
قصائد لم يقيد الشاعر تاريخ نظمها، علما بأن هناك قرائن تؤكد أنها لا تخرج من هذا
الحد الزمني.
وأما
الحد المحوري أو الميداني الذي تمثله مادة الدراسة فيوضحه الجدول التالي:
الرقم
التسلسلي
|
عنوان
القصيدة
|
تاريخ
النظم
|
الوزن
|
الرويّ
|
عدد
الأبيات
|
1
|
حيث
الرياض
|
2006م
|
الكامل
|
اللامية
|
36
|
2
|
فداك
نفسي يا مصطفى
|
2006م
|
البسيط
|
الرائية
|
72
|
3
|
حرقة
المشاعر والأحاسيس
|
2006م
|
الكامل
|
الرائية
|
50
|
4
|
شهيد
المحراب
|
2007م
|
الكامل
|
النونية
|
46
|
5
|
أهلا
بالنجوم الطوالع
|
2007م
|
الكامل
|
البائية
|
42
|
6
|
معشوقتي
الزلفاء
|
2008م
|
الكامل
|
اللامية
|
50
|
7
|
ما
للهوى
|
2010م
|
الكامل
|
الدالية
|
31
|
8
|
الناسخ
والمنسوخ
|
2010م
|
الكامل
|
الرائية
|
19
|
9
|
صرفان
الدهر
|
2010م
|
الكامل
|
الميمية
|
25
|
10
|
عذري
إلى الشيخ
|
2010م
|
البسيط
|
النونية
|
20
|
11
|
وداعا
يا نور
|
2012م
|
الكامل
|
الرائية
|
12
|
12
|
مشاعر
تلميذ
|
2012م
|
الكامل
|
البائية
|
24
|
13
|
القصيدة
|
2012م
|
الكامل
|
الجيمية
|
30
|
14
|
زينب
|
د.ت
|
الكامل
|
البائية
|
17
|
15
|
المصير
المختوم
|
د.ت
|
الكامل
|
الهائية
|
12
|
16
|
أفراح
وأتراح
|
د.ت
|
الكامل
|
النونية
|
53
|
المجموع
الكلي
|
539
بيتا
|
منهج البحث
من المتعارف
أن المنهج كلما كان ملائما لطبيعة البحث وشاملا كان البحث جيدا وذا قيمة.
وتتطلب هذه الدراسة أكثر من منهج واحد. ولذلك يرغب الباحث في استخدام منهجا مزدوجا
من المنهج الوصفي والمنهج الاستقرائي في هذا العمل حسب المناسبة
لعلّ ذلك يكون عونا في جودة العمل ودقته.
أما
المنهج الوصفي فسيُستخدم ضرورة، إذ لا يمكن أن يتم إجراء أي نوع من أنواع الدراسة
في غيابه،
وذلك بالإضافة إلى كونه أداة جوهرية في الأبحاث التي تحمل الطابع التاريخي أو
النقدي أو التحليلي.
ولأنه يساعد الباحث في "الحصول على نتائج علمية ثم تفسيرها بطريقة
موضوعية".
وبناء
على هذا سيتم استخدامه في الفصل الثاني للتعريف بالشاعر ووصف الحوادث المتصلة
بترجمة حياته ونشأته وطلبه للعلم ووصف أعماله ومكونات شخصيته والبيئة التي نشأ فيها،
لأن الشاعر كما يُقال وليد بيئته، ولا يفهم قيمة أعماله إلا إذا فُهِم الجوُّ الذي
عاش فيه.
وسيوظف هذا المنهج أيضا في الفصل الثالث لبيان القصائد ووصف محتوياتها وعرض موجز
مضامينها.
وأما
المنهج الاستقرائي فهو منهج "يتيح للباحث فرصة ملاحظة القيم اللغوية والفنية
اللتين تمهدان السبيل إلى تقويم الأعمال الأدبية".
فسيتم استخدامه في قراءة أعمال الشاعر قراءة مستوعبة.
ولأن هذا الفصل هو لب الدراسة، فالباحث يعزم على استقراء القصيدة للوقوف على ما
فيها من الصور والسمات الأسلوبية ثم يقوم بوصفها وتحليلها وتعليل طبيعتها ومحاولته
كشف مدى تواطئها مع نفسية الشاعر ورؤيته الفنية وكذلك الاهتداء إلى أثر مكونات
شخيته فيها.
وذلك
لأن المنهج الاستقرائي منهج ضروري في تحليل الأفكار واستنتاج الأحكام ومناقشة
الآراء، مما جعل الاستعانة به في إعداد هذا البحث وتأصيل نظرياته أمرا ضروريا.
فالغاية من استخدامه إذًا هو التحليل والاستنباط القائم على جمع الحقائق وتصنيفها
وتحليلها واستنباط الفوائد واستخلاص الجزئيات من الكليات.
ففي الجملة، إن الباحث سيقوم بجمع المادة
وتصنيفها واستقرائها واستنباط العناصر ومكونات أسلوبية الشاعر وتحليلها تحليلا
مبنيا على قواعد الدراسة والنقد الأسلوبي وملتزما بها كأسس للتحليل الفني.
التبويب
الأول لهيكل البحث
يرغب
الباحث في تبويب رسالة هذا البحث على الوجه التالي:
الفصل
الأول: المقدمة
وفيه
النقاط التالية:
- قضية البحث
- الموضوع وأسباب اختياره
- أهداف البحث
- أهمية البحث
- إشكالية البحث
- حدود البحث
- منهج البحث
- مراجعة الدراسات السابقة.
الفصل الثاني: الشاعر
والقصائد
وفيه
ثلاثة مباحث:
-
المبحث الأول:
حياة الشاعر؛ نسبه، مولده ونشأته، طلبه
للعلم، شيوخه، الوظائف والأعمال.
-
المبحث الثاني: ثقافة الشاعر وإنتاجاته الأدبية؛
آثاره الشعرية، آثاره النثرية، ثقافته، أهم مميزات شعره، أغراض شعره.
- المبحث الثالث: عرض موجز لمضمون القصائد
القصيدة الأولى: حيث
الرياض
القصيدة الثانية: فداك
نفسي يا مصطفى
القصيدة الثالثة:
حرقة المشاعر والأحاسيس
القصيدة الرابعة:
شهيد المحراب
القصيدة الخامسة:
أهلا بالنجوم الطوالع
القصيدة السادسة:
معشوقتي الزلفاء
القصيدة السابعة: ما
للهوى
القصيدة الثامنة:
الناسخ والمنسوخ
القصيدة التاسعة:
صرفان الدهر
القصيدة العاشرة:
عذري إلى الشيخ
القصيدة الحادية عشرة:
وداعا يا نور
القصيدة الثانية عشرة:
مشاعر تلميذ
القصيدة الثالثة عشرة:
القصيدة
القصيدة الرابعة عشرة:
زينب
القصيدة الخامسة عشرة:
المصير المحتوم
القصيدة السادسة عشرة:
أفراح وأتراح
الفصل
الثالث: نظرية الأسلوبية
وسيتم
من خلاله الحديث عن:
- المبحث الأول: مفهوم الأسلوبية
- المبحث الثاني: تاريخ نشأة الأسلوبية
- المبحث الثالث: اتجاهات الدراسات الأسلوبية
- المبحث الرابع: عناصر الأسلوبية
- المبحث الخامس: الأسلوبية في الدراسات الأدبية
الفصل
الرابع: الدراسة والتحليل
وفيه
خمسة مباحث، وسيدرس الباحث من خلالها الظوهر التالية:
- المبحث الأول: التناص
- المبحث الثاني: التكرار
- المبحث الثالث: الانزياح
- المبحث الرابع: الخيال
- المبحث الخامس: الإيقاع
- المبحث السادس: الوحدة الموضوعية
- المبحث السابع: الوحدة العضوية
- المبحث الثامن: الابتكار
- المبحث التاسع: التجربة
- المبحث العاشر: الأفكار
الفصل
الخامس: الخاتمة
وفيه
ما يلي:
- خلاصة البحث
- أهم النتائج
- التوصيات
الدراسة
النموذجية
أ)
ترجمة موجزة عن الشاعر
هو
جميل محمد سادس. من مواليد سنة1980م. ولد في تُدُنْ وَدَا، زَارِيَا،
بولاية كَدُونَا. كانت
بداية دراسته الإسلامية على يد والده الشيخ محمد سادس، فهو معلمه الأول، حيث تلقى
الشاعر منه الحروف الهجائية والقرآن، ودرس على يديه الفقه، وغيره من المبادئ
العلمية التي يتداولها المجتمع.
ثم التحق
بالمدرسة التمهيدية الليلية، والمقامة في فناء ودهاليز بيت الدكتور أبوبكر إمام،
وكان المشرف عليها يومئذٍ الشيخ نوح طاهر تاج الدين، ومحمد غِمْبَا أَلْفَى، والشيخ
محمد سادس، والد الشاعر. وظل بهذه المدرسة زمنا طويلا يتلقى بها العلوم الإسلامية
والعربية على مستوى تمهيدي.
وبعدها
التحق الشاعر بابتدائية العامة الواقعة في فَنْفُو قريبا جدا من دار الشيخ محمد
سادس،
فكان يأتيها الشاعر صباحا ويزاوج بينها وبين ابتدائية نور البلاد الإسلامية، فيحضر
الأخيرة مساء.
ثم التحق بالمدرسة الحكومية المتوسطة الواقعة في تُدُنْ جُكُنْ، وتخرج فيها سنة
1994م. ثم واصل دراسته بعدها في الثانوية الحكومية الواقعة في تُكُرْ تُكُرْ، وتخرج
فيها سنة 1998م.
وفي سنة 1999م شارك الشاعر جميل محمد في الدورة
التدريبية لمعلمي اللغة العربية والدراسات الإسلامية، والتي تقيمها الجامعة
الإسلامية بالمدينة المنورة في صُوكُوتُو وغيرها من ولايات نيجيريا، التي يتسنى
للإنسان بعدها القبول في الجامعة، فكان من المقدر له أن حظى بالقبول فيها بعد سنة،
فالتحق في الجامعة بكلية القرآن الكريم والدراسات الإسلامية وتخرج من المرحلة
الجامعية سنة 2003م، ثم وُفِّق بمواصلة الدراسات العليا في نفس الكلية، حيث واصل
السير وحصل على درجة الماجستير في القراءات، وذلك سنة 2007م. ثم وجد القبول بعد
سنة واحدة من انتهائه للماجستير ليحضر لدرجة الدكتوراه في قسم القراءات بكلية
القرآن الكريم والدراسات الإسلامية، بالجامعة نفسها، ولا يزال حتى الآن يسعى
للحصول على الدكتوراه في علم القراءات.
وكان شغوفا
بالعلم، يسعى على جمع المعارف والمعلومات في كافة الفنون التي تسنت له الفرصة
ليأخذ منها طرفا
ولذلك استغل كل فرصة أتيحت له ليحصل على تدريبات علمية في فنون شتى. ومن ذلك أنه
تدرب وحصل على الدبلوم في الحاسب العالي بتقدير ممتاز من معهد العالمية للكمبوتر
والتقنية بالمدينة المنورة وذلك سنة 2005م. وكذلك
حصل على شهادة في مهارات الإشراف الفعال من معهد الريان الإداري بإشراف المؤسسة
العامة للتعليم الفني والتدريب المهني التابعة لوزارة التربية بالمملكة العربية
السعودية سنة 2006م. وتدرب ليحصل على شهادة أخرى في مهارات الاتصال الفعالة من
مركز المعارف للتدريب لتنمية وتطوير المهارات الإدارية بالمدينة المنورة سنة 2008م.
وإلى
جانب هذه الشهادات والمؤهلات العلمية فقد حاز الشاعر عددا من الشهادات في
المسابقات القرآنية الدولية والمحلية،حيث لعبت المسابقة القرآنية دورافي حياته
العلمية كما كانت عاملاً مؤثراً في حفظه للقرآن الكريم وتجويده لتلاوته وخوضه في
طلب العلم لاسيما العلوم ذات الصلة بالقرآن. فقد بدأ الشاعر يشارك في المسابقات
القرآنية مبكرا، وعلى مستوى محلي، وذلك منذ أن كان في مدرسة نور البلاد الإسلامية،
وفيها اجتمع بشيخه الذي قرأ عليه القرآن وحفظه واسمه الشيخ موسى محمد صحابي، وهو
الذي مهد الشاعر للمشاركة في المسابقات القرآنية في ذلك السن المبكر، حيث كانت أولى
مشاركته فيها دون العاشرة من عمره،
وكانت للشاعر بسبب المسابقة القرآنية صولات وجولات في كثير من ولايات نيجيريا، حيث
عين في أكثر من مرة ليمثل ولاية كَدُونَا في عدد من المسابقات على المستوى الوطني،
ومن ثم رُشِّح ليمَثِّل نيجيريا في المسابقة الدولية المقامة في ماليزيا، وذلك في
عام 1998م، وكانت هي الرحلة التي فتحت للشاعر أفاقاً جديدة في حياته.
وقد زار عدداً من الدول منها سنغفورة وألمانيا والسودان ومصر وغانا.
كان الشاعر جميل محمد سادس شغوفا بكل ما
يمت للدراسات القرآنية بصلة من علومه وفنونه. كما كان مهتما باللغة العربية
وعلومها وآدابها،
خاصة حينما بدأ يعيش في بيئة عربية طبيعية وطفق ينظم الشعر في السنوات القريبة
الماضية، ومنذ ذلك الوقت لا يكاد يدع حدثاً إلا كتب فيه شعراً، حتى وفق بالفوز
بإحدى الجوائز القيمة التي وضعتها شركة موبايلي الاتصالية في مدح الرسول صلى الله
عليه وسلم، وكانت المسابقة على مستوى دول الخليج العربي، وقد شارك فيها أكثر من
خمسة آلاف متسابق، فحاز الشاعر بالمرتبة الأولَى بقصيدته المسماة بـــ ‘فداك نفسي
يا مصطفى’. والشاعر
متزوج بزوجة واحدة، وله إلى حد الآن ولدان صبي وصبية. وكانت له رغبة شديدة في المساهمة
في المجتمع بكل ما من شأنه الرقي به نحو الأفضل، بدأً بالنواحي العلمية والدعوية،
وانتهاءً بالنواحي التكافلية الاجتماعية المؤسسية.
ب) الدراسة:
التناص في شعر جميل محمد سادس
النص هو الرفع، يقال: "نصَّ الحديث"
أي رفعه إلى قائله
ومنه التناص، وهو لفظ يرد لغة بمعنى الاتصال، فإذا قيل: "هذه الفلاة تناص أرض
كذا وتواصيها" أي: تتصل بها.
وقد يفيد معنى الانقباض والازدحام، فإذا قيل: "تناص القوم" فمعناه
ازدحموا.
وهذا المعنى يقترب من مفهوم التناص الاصطلاحي، لأن تداخل النصوص قريب في المعنى من
ازدحامها.
وأصل هذا المصطلح ترجمة لمصطلح (INTER-TEXT) الذي تمت ترجمته إلى العربية ليدل على عملية وراثية للنصوص وعلاقة
اللاحق منها بالسابق. وقد عانى المصطلح من تعددية في الصياغة والتشكيل قبل أن يتم
الاتفاق على تسميته بالتناص، فمن الباحثين من ترجمه بالتناصية أو تداخل النصوص أو
النص الغائب أو التنصيص أو تفاعل النصوص أو التداخل النصي وغير ذلك.
ويمكن
أن ينظر إلى لفظ التناص باعتباره ظاهرة ومفهوما ومصطلحا. فأما باعتباره ظاهرة
فموجود في جميع الثقافات والآداب على مستوى عالمي، لانه خاصية أساسية في الكتابات،
ومما شهده الحقل الأدبي عبر تاريخ البشر.
وأما باعتباره مفهوما فقد تم الوعي به قديما في مجالات الدراسات اللغوية والأدبية
والبلاغية واصطلح على تسميته بأسماء مختلفة.
وأما باعتباره مصطلحا أدبيا نقديا، فتكاد
تجتمع كلمات الدارسين في الموضوعات الخاصة بالتناص على أنه يعود الاهتمام الأول به
إلى كتابات ميخائيل باختين
الذي درس الظاهرة من دون أن يسميها بهذا المصطلح الشائع.
فالمصطلح من نحت جوليا كريستيفا استنباطا من بحوث باختين.
ويعد التناص من المفاهيم النقدية الحديثة التي عملت على تأسيس مفهوم علمي للأدب
ودراسته،
كما يعد من قضايا النقد التي اكتسبت اهتماما منذ أن ظهر لأول مرة في أبحاث ميخائيل
باختين.
وليس معنى ذلك أن الغرب قد سبق العرب إلى دراسة ظاهرة التناص، فالظاهرة لها جذورها
في الثقافية العربية، عرفها النقد العربي مبكرا وأشبعها دراسة تحت مسميات عدة،
كالتضمين والسرقات والاحتذاء والاقتباس والتلميح وغير ذلك،
علما بأنه لم يوجد عند العرب "بصورة من الصور التي ترتئي في الدراسات الحديثة
وكانت على مستوى غير عميق".
قد
حاول غير واحد من الباحثين والدارسين أن يعرف التناص،
فمن قائل بأنه هو "التقاطع والتعديل المتبادل بين وحدات عائدة إلى نصوص مختلفة"،
ومن قائل بأنه هو:
ما يتضمن نص أدبي ما نصوصا أو
أفكارا أخرى سابقة عليه عن طريق الاقتباس أو التضمين أو الإشارة أو ما شابه ذلك من
المقروء الثقافي لدي الأديب بحيث تندمج هذه الأفكار أو النصوص مع النص الأصلي
لتشكل نصا جديدا متكاملا
ومن
الملاحظ أن أكثر هذه التعريفات تتفق في المعنى الذي ترمي إليه، بحيث يمكن أن
يستنتج من مجموعها أن التناص يعني الأخذ والتلفيق الضروري الذي يقوم به المبدع من
النصوص السابقة وإدخالها في عمله الجديد، أو بعبارة أخرى، أن التناص هو التبادل
والاتحاد والتفاعل بين النص لاحق ونص سابق.
فالتناص بكل بساطة عبارة عن "مجموع العلاقات القائمة بين نص أدبي ونصوص
أخرى".
وتتصف
ظاهرة التناص بالمفتاحية بقدر ما يتميز به من الشيوع والعالمية، وليس الأخذ من
المتقدم بعيب، بل ذلك من طبائع البشر، وصحيح أن النص الأدبي لا يخلق من عدم، كما
أنه ليس صورة تكرارية لصورة سابقة، ولكنه يمثل التطور المعرفي والفكري الذي يمر به
المبدع ومدى اتصاله بماضيه.
ويقوم
التناص بوظائف أساسية تتمثل في التأكيد على عمومية الموضوعات التي يتناولها النص
من خلال تقاطعه مع نصوص أخرى. ومن خلال إعطائه القارئ فرصة لقراءة النصوص المقتبسة
في ضوء النص الجديد وإعادة صياغتها بما يكشف عن جوانب جديدة فيها. ثم التعبير عن
إيديولوجية المبدع وموقفه من الواقع وميله في القراءة.
كما أن له أنواعا وقاونين وآليات وتقنيات، ومن أهم أنواعه "التناص الأسطوري
والديني والأدبي والتاريخي والشعبي".
ومن
صوره ما يلي:
1-
الاجترار: وتتم
هذه الصورة عن طريق تكرار النص الغائب من دون تغيير أو مع تغيير طفيف لا يمس جوهره
بسوء.
2-
الامتصاص: وهي
صورة متطورة من الاجترار، بحيث يسمح المبدع لنفسه أن يتعامل مع النص بشيء من
التحول الحركي في قالب لا يفني الأصل بل يسهم في استمراره لمادة قابلة للتجديد.
3-
الحوار: وهو
أرقى صور التناص، ويتم في صورة محاورة الأديب للنص الغائب، فالمبدع هنا لا يعتمد
على ألفاظ النص الغائب "بل يعتمل في معناه فينسجم في إبداعه حتى وكأنه من
بنات قريحته".
وفي
الجملة، فالباحث اكتشف أن الشاعر جميل محمد سادس كان يمتص من القرآن الكريم والسنة
النبوية والتراث الشعري والثقافي في تركيب إبداعه الشعري. ويريد الباحث أن يدرس
أبعاد التناص عند الشاعر بتوزيع تحليلاته على العناوين الآتية سعيا وراء المنطقية:
أولا: التناص مع القرآن
أحدث القرآن الكريم -بفضل فصاحته وإعجازه- ثورة
فنية على الأدب العربي من جميع أطرافه. كما أصبح مصدر إلهام يستسقي منه الشعراء
أفكارهم وتعابيرهم.
وكان الشاعر جميل محمد سادس يكثر من التناص مع القرآن الكريم، وليس هذا ببعيد،
فالشاعر متخصص في علوم القراءات، يحفظ القرآن ويقوم بأبحاثه العلمية حول مادة
القرآن الكريم. ومن مظاهر تناصه مع القرآن أن الشاعر كان يأخذ من القرآن بعض
ألفاظه مع تغيير طفيف في غالب الحالات، بل لقد وجده الباحث يأخذ كلمة واحدة في بعض
الأحايين.
ففي قوله من قصيدة ‘حرقة المشاعر والأحاسيس’:
مُنْذُ الْـخَمِيسِ إِلَى خَـمِيسٍ
مِثْلِــــهَا أُفِـــلَ النُّجُومُ فَغَابَتِ الْأَنْوَارُ
يأخذ الشاعر قوله في البيت السابق:
"أُفِـــلَ النُّجُومُ" من قول الله تعالى: ﭽ ﭬ ﭭ
ﭮ ﭯ ﭰ ﭱﭲ ﭳ
ﭴ ﭵﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽﭼ
فالمعنى الذي يريده الشاعر بهذا التعبير ملفق من ﭽ ﭰ ﭱﭲﭼ وﭽ ﭷ ﭸﭼ إلا أن الشاعر جعل لفظ "النُّجُومُ" مكان لفظ ﭽ ﭱﭼ وهما
مترادفان
ثم اختار لفظ الجمع على الإفراد للتعظيم.
وأما قوله في
القصيدة نفسها:
إِنْ كَانَ إِبْــــــلِيسُ الـــرَّجِيمُ
مُـحَـــيِّــــرًا فَلَقَدْ نَـجَوْتَ
بِنُورِهَا لَوْ حَــــارُوا
حَلَفَ الرَّجِيمُ لَسَوْفَ يُشْعِلُ نَارَهْ لَنْ يَـخْــــبَ رَأْسُ لَـــهِيــبَـــــهَا
وَأُوَارُ
مِنْ وَقْتِ آدَمَ قَـــــــدْ أَذَلَّ جُــــنُــودَهُ حَـــتَّــــى أَتَــــانَــــا مَـــكْـــــــرُهُ
الْــــكُـــبَّـــار
يشير الشاعر إلى نجاة
الممدوح من كيد إبليس، ويلاحظ أن الشاعر يستمد فكرة هذه الأبيات من مجموع الآيات
القرآنية التي تحدثت عن قصة خلق آدم وما تابع ذلك من تخلف إبليس عن السجود له
وإصدار اللعنة له وقطعه العهد بإهلاك آدم وذريته.
وأما
قوله:
كَـــلِـــــمٌ
لَـهَا مِلْئُ الْفُـــؤَادِ مَكَانَــــةٌ فَـــــتَـــــــــبَوَّأَتْ
دُورًا لَــــــــهُــــنَّ قَــــــــــرَارُ
ففيه تناص مع القرآن أيضا، حاصه أن الشاعر يأخذ
من القرآن قوله: "فَـــــتَــــبَوَّأَتْ دُورًا"، ومصدره قوله تعالى: ﭽﯦ ﯧ
ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﭼ...الآية
وأجرى في الآية تغييرا بإدخاله تاء التأنيث على لفظ الفعل وإسناده إلى غير عاقل
بعد أن كان صاحبه في الآية عاقلا.
وقريب
من هذا قوله في قصيدة ‘شهيد المحراب’:
أَرِنَا الَّذِينَ هُمُ الْبُغَاةُ
بِقَتْلِـــهِ وَاجْـــعَلْ
جَـــــزَاءَهُمُ جَــمِيعًا آنَــــا
فالشاعر أخذ من القرآن قوله: "أَرِنَا
الَّذِينَ"، ومصدر هذا التناص قوله تعالى: ﭽﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺ
ﯻ ﯼ ﯽ
ﯾ ﯿ ﰀ
ﰁ ﰂ ﰃ
ﰄ ﰅ ﰆﭼ ولكن
الشاعر غيّر الضمير إلى الجمع في اسم الموصول بدلا من التثنية الواردة في الآية،
وعلة ذلك أن المرثى كان مغتالا من قبل مجموعة من المسلحين.
وأما قوله من
قصيدة ‘أهلا بالنجوم الطوالع’:
حَازُوا الْـــعُــلَا حَتَّى بَدَوْ
فَي سُــنْـدِسٍ وَاسْـــتَـــبْــرَقُـــوا فِــينَا كَبَــرْقِ سَحَائِبِ
فالشاعر
تناص في البيت مع القرآن في قوله: "فَي سُــنْـدِسٍ وَاسْـــتَـــبْــرَقُـــوا" فقد أخذ ذلك من ثلاث آيات ورد
فيها تعبير مثيل لتعبيره هنا. ومن ذلك قوله تعالى: ﭽﮠ ﮡ
ﮢ ﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ
ﮨ ﮩ ﮪ
ﮫ ﮬ ﮭ
ﮮ ﮯ ﮰ
ﮱ ﯓ ﯔ
ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﯙﭼ...الآية، وكذلك في قوله تعالى: ﭽﮠ ﮡ ﮢ
ﮣ ﮤﮥﭼ وهكذا من قول الله تعالى: ﭽﯭ ﯮ
ﯯ ﯰ ﯱﯲ ﯳ
ﯴ ﯵ ﯶ
ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻ ﭼ. يلاحظ أن الشاعر تناص مع الآيات السابقة في البيت مع إجراء تغيير في
لفظ "استبرق" بتصييره فعلا بدلا من الاسم. ثم يقول بعد بيت:
نُورٌ عَلَى رَأْسِ الْـحُشُودِ سُطُوعُهُ وَسِرَاجُــــهُ الْوَهَّـــاجُ مِثْلُ ثَــوَاقِبِ
وفيه تناص مع القرآن، وحاصله أن الشاعر أخذ قوله:
"سِرَاجُــــهُ الْوَهَّـــاجُ" من قول الله تعالى: ﭽﮀ ﮁ ﮂ ﮃﭼ فأضاف إلى الآية تعريفا بإدخال الضمير "الهاء"
على لفظ "سراج" والألف واللام على "وهاج" كما حول إعرابها إلى
الرفع بدلا من النصب. ويقول الشاعر أيضا في القصيدة نفسها:
يَا مَنْ تَــرَكْتَ فُــؤَادَ أُمِّكَ فَارِغًا إِلَّا
بِذِكْرِكَ حَالَ دَمْعٍ سَاكِبِ
فأخذ الشاعر من قوله تعالى: ﭽﮚ ﮛ
ﮜ ﮝ ﮞﮟﭼ ... الآية وركب منه قوله: "يَا
مَنْ تَــرَكْتَ فُــؤَادَ أُمِّكَ فَارِغًا" في صدر البيت مع تغيير يظهر من
إضافة "فؤاد" إلى "إمك" بدلا من "أم موسى".
وأما قوله:
وَتَعَاوَنُوا فِي الْبِرِّ دُونَ تَـنَازُعٍ إِنَّ التَّـــنَازُعَ جَالِبٌ لِمَــصَائِبِ
فيظهر أن الشاعر تناص فيه مع القرآن أيضا، فقد أخذ قوله في صدر
البيت "وَتَعَاوَنُوا فِي الْبِرِّ دُونَ تَـنَازُعٍ" من قول الله تعالى:
ﭽﯭ ﯮ ﯯ ﯰﯱ ﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ ﯶﭼ ...الآية مع إحلال "في"
محل "على" من الآية. وكذلك أخذ عجز البيت من
قوله تعالى: ﭽ ﭔ ﭕ ﭖ
ﭗ ﭘﭙ ﭼ...الآية فالشاعر أخذ الفكرة من هذه
الآية ثم عبر عنها بتعبيره الخاص. ثم أعاد تناصه مع هذه الآية بعد خمسة أبيات
بقوله:
لاَ تُكْـــثِــرَنَّ مِنَ الْـجِدَالِ وَمَزْحَةً فَــــيَــزُورُكَ الْـمُــزُرِي وَكُـــلُّ
مُــعَاتِبِ
فالمعنى
الذي يرمي إليه الشاعر منتزع من مضمون الآية السابقة، لكن الشاعر صاغه مرة أخرى باستخدام كلمات أخرى يستفاد منها نفس المعنى.
ويقول
في القصيدة نفسها:
فَذَرِ الـــتَّــكَـــبُّـرَ فِي الْأَنَامِ
وَغِيــبَةً فَــــــــــــلَقَدْ خُــــلِـــقْتَ بِأَرْضِ طِينٍ لَازِبِ
وهنا
يتناص الشاعر مع قوله تعالى: ﭽ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑﮒ ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗﮘﭼ فالشاعر يأخذ قوله: "خُلِـــقْتَ بِأَرْضِ طِينٍ لَازِبِ"
من هذه الآية مع إجراء تغيير يظهر من تعديله الفعل "خلقنا" إلى البناء
للمجهول وزيادة كلمة "أرض"، وهو إطناب يسوغه الوزن.
ونظير
هذا قوله في أواخر القصيدة:
يَــــهَبُ الْإِلَهُ
الْـحُسْنَــيَاتُ تَــفَــضُّلًا فَـــلَــتَــــرْكَــــبُــــنَّ
طَـــــوَابِـــــــــــــقًا لِـــــمَـــرَاتِـــــــــــــــــــبِ
فمصدر التناص في قول الشاعر: "فَـــلَــتَــــرْكَــــبُــــنَّ
طَـــــوَابِـــــــــــــقًا" من قول الله تعالى:
ﭽﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﭼ وقد أجرى الشاعر تغييرا ظاهرا في تركيب الآية، حيث صير لفظ
"طبقا" جمعا واستغنى عن تكراره على خلاف الصورة التي ورد عليه في الآية،
ومعنى الآية قريب مما يرمي إليه الشاعر من حيث العبور بالمراتب، ففي الآية الإشارة
إلى أن الناس سيمرون بأطوار متباينة ومتعاقبة ابتداء بخلقهم من النطفة إلى الحياة
والموت والنشور، وهو ما عبر عنه بالطوابق.
وأما الشاعر فيقول إن الله تعالى سيهب للممدوح فضلا يرتقي به مراتبا.
ويقول الشاعر في قصيدة ‘ما للهوى’:
كَسَرابِ قِيعَانٍ
إِذَا مَا ظَـــنَّهُ الــــــــ ــــــــظَّمْآنُ
مَاءً ثُـــمَّ لَا هُوَ يُـــوجَدُ
فيأخذ الشاعر معنى هذا البيت من قول الله تعالى: ﭽﭶ ﭷ
ﭸ ﭹ ﭺ
ﭻ ﭼ ﭽ
ﭾ ﭿ ﮀ
ﮁ ﮂ ﮃ
ﮄ ﮅ ﮆ ﭼ
الآية....
ويقول الشاعر في القصيدة نفسها:
يَعْفُو وَيصْفَحُ لَا يَبِيتُ بِعُقْدَةٍ سَـمْحٌ وَمُعْـــتَدِلُ الْـحِرَاكِ
مُـــسَــدَّدُ
وفي هذا البيت يتناص الشاعر مع القرآن أيضا، حيث يأخذ قوله:
"يَعْفُو وَيصْفَحُ" من قول الله تعالى: ﭽﭸ ﭹ
ﭺ ﭻ ﭼ
ﭽ ﭾ ﭿ
ﮀ ﮁ ﮂ
ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉﮊ ﮋ
ﮌ ﮍ ﮎ
ﮏ ﮐﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ ﭼ إلا أنه غير من مفهوم العبارة، ففي الآية جاءت العبارة إنشاء طلبيا في
سياق الأمر والشاعر استخدمها في سياق الخبر مادحا.
وكذلك قوله في قصيدة ‘عذري إلى الشيخ’:
مَا لِي وَلِلشَّيْخِ أَضْحَى وَجْهُهُ عَبَسَا وَكَـــانَ مُــــبْــتَسِمًا قَبْلًا وَفَرْحَانَا
يتبين هنا أن الشاعر قد أخذ قوله: "أَضْحَى وَجْهُهُ
عَبَسَا" من مفهوم قوله تعالى: ﭽﭑ ﭒ ﭓ ﭼ ومن قوله تعالى: ﭽ ﭡ ﭢ
ﭣ ﭤﭼ وخاصة إذا أخذ في الاعتبار أن كلمة "عبس" ليست كلمة عادية
يستخدمها المرء في الخطاب العادي، بل هي كلمة عريقة المعنى وأدبية الاستخدام.
وأما قوله في قصيدة ‘فداك نفسي يا مصطفى’:
فِــــيهَا مَعَالِـمُ
تَـــارِيـخِيَّــــةٌ عُثِــرَتْ بِـهَا
تَــقَـــرُّ عُــيُـــونُ الزَّوْرِ وَالنَّـــظَـــرُ
ففيه تناص مع القرآن، حيث يمتص الشاعر قوله: "تَــقَـــرُّ
عُــيُـــونُ" من مفهوم أكثر من آية واحدة، إما من قوله تعالى في قصة نشأة
موسى عليه السلام: ﭽﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ
ﯼ ﯽ ﭼ أو من سياق قوله تعالى مخبرا عن خصائص اختص بها رسوله محمد صلى الله
عليه السلام بالنسبة لأحكام الأسرة: ﭽﭛ ﭜ
ﭝ ﭞ ﭟ
ﭠ ﭡﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ
ﭭﭮﭼ...الآية. ففي الآيتين إخبار عن حالات
خاصة بينما الشاعر يجنح إلى تعميم في استخدامه العبارة كما هو ظاهر.
ويقول الشاعر في أواخر القصيدة:
تَـخَرُّصًا كَــبُــيُوتِ الْعَــنْكَبُوتِ فَمَا تَــبْقَى وَإِنْ حَضَــنَتْ أَخْضَانَـهَا الْـجُدُرُ
فيتناص مع قوله تعالى: ﭽﭿ ﮀ ﮁﮂﮃ ﮄﮅ
ﮆ ﮈ ﮉﮊ ﮋ ﮌ ﮍ
ﮎ ﮏﮐ ﮑ
ﮒ ﮓ ﮔﭼ، يلاحظ أنه لم يتناص مع الآية فحسب، بل يتفنن في محاولته لشرح مقصود
هذا المثل القرآني بتعبيره الخاص معللا ضعف بيت العنكبوت بقوله "وإن حضنت
أخضانها الجدر"، بدلا عن "أوهن" كما في الآية، وإلى جانب ذلك يغير الشاعر
من الآية لفظ "بيت" المضاف إلى العنكبوت ويجعل مكانه صيغة الجمع.
ومن لطيف تناص الشاعر جميل محمد سادس مع القرآن قوله في قصيدة ‘فداك
نفسي يا مصطفى’:
فِي سُورَةِ الْـحَشْرِ مَا نَتْلُوهُ مِنْ قِدَمٍ تَبَوَّؤُا الدَّارَ، وَاسُوا كُلَّ مَنْ
هَجَرُوا
حُــــبًّا لِــمَـــــقْدَمِــهِمْ نَـــصْــــرًا لِـــدِيــــنِـــهِمُ
أَهْلُ الْمَدِينَةِ قَـــدْ آوَوْا
كَـــمَا نَصَرُوا
البيتان السابقان يمثلان مدى ارتباط الشاعر مع النصوص القرآنية
وتماديه في الأخذ من القرآن، حيث يفصح الشاعر أن كلامه مأخوذ من القرآن مع التنصيص
على مصدر التناص بصورة الإحالة. فقد استند الشاعر إلى آية سورة الحشر في تأليف جل
ما يرمي إليه البيتان من المعنى. وهي قول الله تعالى: ﭽﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ
ﯰ ﯱ ﯲ
ﯳ ﯴ ﯵ
ﯶ ﯷ ﯸ
ﯹ ﯺ ﯻ
ﯼ ﯽﯾ ﯿ
ﰀ ﰁ ﰂ
ﰃ ﰄ ﰅ
ﰆ ﭼ.
ويقول أيضا في آخر القصيدة:
وَارْحَمْ عِبَادًا
لِدَرْبِ الْقَوْمِ قَدْ سَلَكُوا وَاكْلَأْ
بِحِفْظِكَ عَبْدَا، وَانْتَهَى الْقَطَرُ يوجه
الشاعر دعاء إلى الله تعالى أن يرحم المؤمنين الذي يسلكون درب الرسول والذين آمنوا
معه، فكأنه بهذا يتمثل قول الله تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ
ﭙ ﭚ ﭛ
ﭜ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡ
ﭢ ﭣ ﭤ
ﭥ ﭦ ﭧ
ﭨ ﭼ.
وهكذا
في قوله من قصيدة ‘معشوقتي الزلفاء’:
فَاجْتُثَّ مِنْ فَوْقِ التُّـرَابِ عُرُوشُهُمْ دَرَجَ الْـــقُــرُونُ وَغَــاَلَـهُمْ
مَا غَـــالَا
يتناص الشاعر هنا مع قول الله تعالى: ﭽﭟ ﭠ
ﭡ ﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ
ﭪ ﭫ ﭬﭼ فيأخذ فكرته من الآية مع تغيير لفظ الأرض بالتراب، ويظهر من اختياره
لفظ التراب على الأرض نجاحه في التفطن إلى لفظ مترادف للفظ ‘الأرض’ ومتجانس مع الوزن ومن دون
تغيير في المعنى.
وقريب مما سبق قوله في القصيدة نفسها:
مَنْ كَانَ يَرْجُوا فِـي الْمَعَادِ رُقِيَّةً فَـــلَــدَى الْإِخَاءِ صَـــدَاقَةً
وَخِــصَالَا
وهنا يتناص الشاعر مع قوله تعالى: ﭽﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯ ﯰﭼ...، ومع أن جواب الشرط
متباين بين النصين، يلاحظ أن الشاعر جميل محمد سادس يأخذ هذا التركيب من الآية مع
تغيير في التركيب حيث يجعل "فِـي الْمَعَادِ رُقِيَّةً" مكان ﭽﯫ ﯬﭼ وينجح في أفادة نفس المعنى الذي يفيده التركيب المغير من الآية،
فكلا التعبيرين يعني النجاة في الآخرة.
وأما قوله في ‘قصيدة الناسخ والمنسوخ’:
مَنْ ذَا الَّذِي ضَاهَاهُ فِي قُرْآنِـــهِ صَوْتـًـــا قَصَدْتَ بَذِاكَ أَمْ تَفْسِيرَا
فيظهر أن قوله في أول البيت: "مَنْ ذَا الَّذِي" ممتص
من آيات ثلاث، من قول الله تعالى: ﭽ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ ﯭﯮﭼ.... الآية، وكذلك قوله تعالى في آية
الكرسي: ﭽ ﯚ ﯛ ﯜ
ﯝ ﯞ ﯟ ﯠﭼ... الآية، ثم قوله أيضا: ﭽﭡ ﭢ
ﭣ ﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ
ﭩ ﭪ ﭫ
ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ
ﭼ ...الآية.
ثم يقول الشاعر في آخر بيت من القصيدة:
فَتَنَازَعُوا فِي
الْأَمْرِ حَتَّـى أَفْصَحُوا جَــــاءَ
الْبَشِيرُ، فَكَـــبِّرُوا تَكْــــبِـــيرَا
هذا البيت ملفق من ثلاثة تناصات مأخوذة من ثلاثة آيات، فأما قوله
"فَتَنَازَعُوا فِي الْأَمْرِ" فمصدره قول الله تعالى: ﭽﯧ ﯨ ﯩﭼ مع إضافة لفظ "في" بين الفعل "تنازعوا" ومفعوله:
"أمرهم" ليصبح اللفظان جارا ومجروا في محل نصب. وأما قوله:
"جَــــاءَ الْبَشِيرُ" فيبدوا أنه مأخوذ من قوله تعالى: ﭽﭑ ﭒ
ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙﭚﭼ، كما يتبين أن الشاعر يمتص قوله: "فَكَـــبِّرُوا
تَكْــــبِـــيرَا" من قول الله تعالى: ﭽﮣ ﮤ
ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ
ﮪ ﮫ ﮬ
ﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﭼ ، ويلاحظ أن الشاعر يجرى في لفظ الآية تغييرا بتوجيه الفعل إلى الجمع
بعد أن كان موجه إلى مفرد في الآية. ويعيد الشاعر امتصاصه لعبارة "جَــــاءَ
الْبَشِيرُ" في قصيدة ‘فداك نفسي يا مصطفى’ فيقول:
جَاءَ الْـبَشِيرُ وَكَانَ السِّلْمُ مُصْطَحِبًا وَمِدْرَهُ الْقَوْمِ مَـحْفُوفٌ وَمُنْــتَصِرُ
وهناك نماذج أخرى من تناص الشاعر جميع محمد سادس تظهر بشكل جديد،
وذلك يتمثل في أن الشاعر أحيانا يلتقط من النص القرآني كلمة واحدة فقط ويركبها في
كلامه، لكن القارئ يستطيع أن يلمس أن الكلمة مأخوذة من القرآن لا سيما إذا أُخِذَ
في الاعتبار أن الشاعر متخصص في علوم القرآن وباحث في مادته، فمن الطبيعي أن يأخذ
منه الكثير أحيانا والقليل أحيانا أخرى.
قوله
في مطلع قصيدة ‘حرقة المشاعر والأحاسيس’:
سَكَبَتْ دُمُوعُ الْعَــيْــنِ وَهْيَ غِرَارَ هَذِي
الْعُـــيُـــونُ وَدَمْـــعُــهَا الْــمِدْرَارُ
يأخذ
الشاعر كلمة "الْــمِدْرَارُ" في آخر البيت من القرآن، فقد ورد الكلمة
في ثلاثة آيات، ومن ذلك قول الله تعالى: ﭽﮩ ﮪ ﮫ ﮬﭼ وقوله: ﭽﯱ
ﯲ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ
ﯸ ﯹ ﯺﭼ وقوله تعالى أيضا: ﭽﭑ
ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭼ، ويلاحظ أن الشاعر جميل محمد سادس استطاع أن يستخدم لفظ ‘مدرارا’ بشيء
من المبالغة، حيث جعله رمزا للدمع بعد أن ورد في الأمكان الثلاثة التي أحيل إليها
رمزا ونعتا للمطر، وفرق كبير في كمية المطر وكمية الدمع كما هو ظاهر، ومع أن الدلالة
في كليهما ترمي إلى ماء ينحدر من مصدره المعتاد بكثرة لكن هذه الكثرة نسبية. ومن
الملاحظ أيضا أن الشاعر يستخدم اللفظ مرفوعا بصفته نعتا للدمع مع أنه كان منصوبا على
الحال في النص القرآني وأما معنى الإخبار فمصدره
آية الأنعام.
وكذلك
في قول الشاعر من القصيدة نفسها:
كُلٌّ يَقُولُ عَلَى تَــبَايُنِ أَلْسُنٍ أَجْرَى الْمُهَيْمِنُ مَا حَوَتْ أَقْدَارُ
فالشاعر هنا يتناص مع القرآن الكريم على مستوى لفظ واحد يأخذه من
قوله تعالى: ﭽﮭ ﮮ ﮯ
ﮰ ﮱ ﯓ
ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ
ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﯝ ﯞ
ﯟ ﯠ ﯡ
ﯢ ﭼ ، ويلاحظ أن لفظ ‘المهيمن’ مأخوذ من الآية السابقة، ويؤكد ذلك أن
الشاعر يستخدم اللفظ ليدل على المعنى نفسه الذي ورد به في الآية باعتباره اسما من
أسماء الله الحسنى.
ثم يقول الشاعر:
هَذِي الْمَجَالِسُ خَرَّ سَقْفُ بِنَائِهَا مَا طَــابَ أَكْلٌ بَعْدَكُمْ وَجِوَارُ
ويتناص الشاعر في ذلك بأخذه قوله: "خَرَّ سَقْفُ" من
مفهوم قول الله تعالى: ﭽ ﰆ
ﰇ ﰈ ﰉ
ﰊ ﰋ ﰌ
ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ
ﰑﰒﰓﰔﭼ...الأية وقوله تعالى: ﭽﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ
ﭝﭼ...الآية يحاول بذلك الشاعر إظهار
الخوف الناجم من غياب الممدوح وتعظيم الفراغ الذي تركه في مجلسه منذ أن تم القبض
عليه.
ويقول أيضا:
فَتَزَوَّجُوا حُورَ الْـجَنَانِ خَرَائِدًا عِــينًا وَتَـجْــــرِي تَــحْـــتَكُمْ أَنْــهَارُ
يتناص الشاعر في هذا البيت مع القرآن، وذلك في كونه قد أخذ معنى
البيت من الزواج بالحور والإخبار بجريان الأنهار تحت الجنة من منطوق آيات عديدة، فأما
بالبسبة للحور فمن ذلك قول الله تعالى: ﭽﭤ ﭥ
ﭦ ﭧ ﭨ ﭼ وقوله أيضا: ﭽﮦ
ﮧ ﮨ ﮩ ﮪﭼ. يأخذ الشاعر معنى ‘حُورَ الْـجَنَانِ’ من الآيتين السابقتين
وأشبهاهما. وأما بالنسبة لقوله: "وَتَـجْــــرِي تَــحْـــتَكُمْ
أَنْــهَارُ"، فالشاعر يلتقط ذلك من أكثر من أربعين موضعا من القرآن ورد فيها
ذكر ذلك. ومن ذلك قول الله تعالى: ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ
ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ
ﭚ ﭛ
ﭜﭼ...الآية، وقوله أيضا: ﭽ ﯣ
ﯤ ﯥ ﯦ
ﯧ ﯨ ﯩ
ﯪ ﯫ ﯬ
ﯭ ﯮ ﯯﭼ...الآية، وآيات أخرى في معنى ما
سبق.
ويقول الشاعر في آخر القصيدة:
وَالسَّالِكِي دَرْبِ الَّذِينَ تَــقَدَّمُوا حَتَّى الْمَمَاتِ أُولَئِكَ الْأَخْــيَارُ
ويلاحظ أن الشاعر يمتص نعته المذكورين أثناء الصلاة والسلام
للرسول وآله وصحبه في آخر القصيدة بــــ ‘الأخيار’ من قول الله تعالى: ﭽﭽ ﭾ
ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﭼ. وقريب من هذا
المعنى قوله في قصيدة ‘شهيد المحراب’:
وَظَـــلَــلْتَ جَعْفَرُ فِي الْمَنَابِرِ وَالرُّبَا
تَــــدْعُوا الْأَنَامَ وَتُنْذِرُ الْإِخْوَانَا
حيث نتناص في قوله: "تُنْذِرُ" مع قول الله تعالى: ﭽ ﯳ ﯴ
ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺﯻﭼ...الآية، وقوله أيضا: ﭽﮯ
ﮰ ﮱ ﯓﯔﯕﯖ
ﯗﯘﭼ...الآية.
ثم
يقول الشاعر في آواخر القصيدة:
وَاشْـــكُرْ
مَسَاعِـــيَـــهُ وَآمِنْ رَوْعَهُ يَوْمَ
الـــتَّـــنَادِ وَحَقَّـــقِ الْغُـــفْـــرَانَــا
فالشاعر في البيت السابق يتناص مع النص القرآني في تسمية الآخرة
باسم ورد في القرآن، وذلك قوله: "يَوْمَ التَّـــنَادِ" ومصدر هذا النقل
قول الله تعالى: ﭽ ﯶ
ﯷ ﯸ ﯹ
ﯺ ﯻ ﯼ ﭼ.
ومن أمثلته
أيضا قوله في قصيدة ‘ما للهوى’:
تُبْلَى السَّرَائِرُ فِـي النِّقَاشِ وَإِنَّـهُمْ لَـمْ يَعْثُرُوا غَيْرَ الْـجَمِيلِ وَأَشْهَدُا
وهنا
يلتقط الشاعر قوله: "تُــبْلَى السَّرَائِرُ" من قول الله تعالى: ﭽﭸ ﭹ
ﭺ ﭻﭼ، واستطاع أن ينسب المعنى إلى نجاح الممدوح في المناقشة وكيف فُضِح
العازمين على تخطئته، فكأنما أسرارهم كشفت على غرار ما سيحدث للمجرمين في القيامة
حسب ما نصت عليه الآية.
ومن هذا
القبيل أيضا قوله في مطلع قصيدة ‘كلمات ناصح’:
تَـمْضِي اللَّــيَالِـي بِآيَاتٍ لَـنَا عِبَرُ وَالْــبَــدْرُ تَــتْـبَعُهُ شَــمْسٌ وَلَا
تَذَرُ
حيث يتناص
الشاعر مع القرآن بأخذه هذه الفكرة من قول الله تعالى: ﭽ ﮅ ﮆ
ﮇ ﮈ ﮉ
ﮊ ﮋ ﮌ
ﮍ ﮎ ﮏ
ﮐ ﮑ ﮒ
ﮓ ﮔ ﮕ
ﮖ ﮗﭼ.
وأما قوله في
ختام قصيدة ‘أفراح وأتراح’:
إِنَّـــا نُــفَــــــوِّضُ لِلــــرَّحِــيمِ
أُمُـــــورَنَـــا فَبِهِ الرَّجَا
فَي السِّــرِّ وَالْإِعْــــلَانِ
نَدْعُوهُ لَيْسَ اللهُ مُـخْلِفَ قَوْلِــهِ إِنِّـي الْمُجِيبُ لِكُلِّ مَنْ نَادَنِي
فمن
الواضح أن الشاعر يتناص فيه مع قول الله تعالى: ﭽ ﭝ ﭞ
ﭟ ﭠ ﭡﭢ ﭣ
ﭤ ﭥ ﭦ
ﭧ ﭨ ﭩ
ﭪ ﭫ ﭼ.
ثانيا: التناص
مع الحديث
كان الشاعر جميل محمد سادس يتخذ الحديث
النبوي مصدرا يستلهم منه كلمات شعره وأفكره بقدر ما كان يأخذ من القرآن. ولعل هذا يأتي
من كون الأحاديث النبوية قريبة الصلة بتخصص الشاعر، ولأنها تتميز ببلاغة الرسول
عليه السلام.
ومن
أمثلة تناصه مع الحديث قوله في قصيدة ‘حرقة المشاعر والأحاسيس’:
كُلُّ
ابْنِ آدَمَ تَعْـــتَـــرِيهِ غَفْلَةٌ كَمْ
قَـــــــــدْ عَــلَــــــــتْــــــــنَا كَــبْــوَةٌ وَعِـــــــثَـــارُ
فمن
المؤكد أن الفكرة التي يثيرها هذا البيت مأخوذة من قول الرسول صلى الله عليه وسلم "كل
ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
فالشاعر يلتقط من هذا الحديث الفكرة ويحاول شرحها بذكر الواقع الذي يثبت أن من
طبيعة بني البشر أم تعتليهم "كبوة وعثار".
وكذلك
قول الشاعر في قصيدة ‘أهلا بالنجوم الطوالع’:
هَذِي
صُرُوحُ الْعِلْمِ طَالَ بِنَاؤُهَا رُوحُـــــــــــــوا
بِطَانًا فِي الْعُلُومُ حَبَائِــبِـي
وهنا
يأخذ الشاعر قوله: "روحوا بطانا" من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لو
أنكم كنتم توكلون على الله حق توكله لرزقتم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا".
فالشاعر يأخذ هذا المعنى المادي المضاف إلى الطيور وينسبه إلى المخاطبين في
القصيدة بمعنى غير مادي، لأنه أراد بــ "روحوا بطانا" اصبحوا عالمين. ويلاحظ
أيضا أنه يستخدم العبارة في صيغة الإنشاء بعد أن كانت في الحديث صيغة خبر.
وكذلك
قوله في قصيدة ‘فداك نفسي يا مصطفى’:
هَذَا
الْـحُسَيـْنُ وَيَلْهُو فَوْقَ مَــــــنْـــكِــبِـهِ فِـي سَــــــــجْــــــدَةٍ وَرَسُــــــــولِ اللهِ
يَـــنْـــتَــــظِــرُ
ظَلَّ الصِّحَابُ سُجُودًا بَعْدَ مَا قُضِيَتْ سَالَ
الصَّحَابَةُ يَا مُـــــخْـــتَارُ مَا الْـخَـبَرُ
قَــــالَ
الْمَحَـــبَّــةُ يَا أَصْحَابِ مُشْــغِــفَةٌ لَا
لَا أُقَــــاطِـــعُ مَا لَـمْ يَسْـــقِـــــهِ الْــــوَطَــــرُ
يؤلف
الشاعر فكرة هذه الأبيات من قصة مفادها أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى يوما وهو
حامل حسنا أو حسينا، وفي القصة أنه سجد سجدة أطالها أكثر
من المعتاد...فلما انصرف سئل عن ذلك فقال: "...ابني ارتجلني فكرهت أن أعجله
حتى تقضي حاجته".
فالشاعر يقص على المتلقي هذه الواقعة مستخدما تعبيره الخاص مع ايجاز وإبداع رائع.
ثم يقول
الشاعر في القصيدة نفسها:
يُقَبِّلُ الْوَلَدَ وَالْأَصْحَابَ
يُكْرِمُهُمْ كَمْ قَدْ قَضَى الدَّيْنَ
وَالْأَحْوَالُ تَعْتَسِرُ
يلاحظ أن قول
الشاعر: "يُقَبِّلُ الْوَلَدَ" ممتص مما رواه أبو هريرة رضي الله عنه قال:
"قبّل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي...الحديث".
ثم
يقول:
كَمْ قَدْ سَـمِعْتُ حَدِيثًا قَالَهُ أَنَسٌ قَدْ صَاحَبَ الْمُصْطَفَى قَرْنًا لَهُ الْعُشُرُ
فَلَا سِبَابَ وَلَا أُفٍّ وَلَا غَـــــــــضَبُ وَلَا عِــــــتَــــابَ وَلَا لَــــــــــــعْــــنٌ
وَلَا ضَــــجَـــــــرُ
فالشاعر يشير هنا إلى ما روي عن أنس بن
مالك رضي الله عنه أنه قال: "خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر
سنين والله ما قال لي أف قط ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت"
وقوله
أيضا:
مَرَّ الرِّجَالُ عَدَا الْمُخْتَارِ فَـــاسْتَــــبَقَا فَسَابَقَتْهُ، وَلَـمْ يُكْــتَبْ لَهُ
الظَّفَرُ
حَتَّى إِذَا سَـمِـنَتْ أَوْ بَعْدَ مَا ثَقُلَتْ قَالَ
الرَّسُولُ فَهَذَا الْكَرُّ مُسْتَطَرُ
ويلاحظ أن الشاعر
يمتص ما يقصه في البيتين السابقين مما روي عن عائشة رضي الله عنها: "أنها
كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فسابقته فسبقته على رجليَّ فلما حملت
اللحم سابقته فسبقني فقال: ‘هَذِهِ بِتِلْكَ السَّبْقَةِ’".
وأما قوله:
يُــــرَقِّـــعُ الثَّوْبَ وَالـــنَّعْلَيْنِ
يَـخْصِفُهَا فَـــلَا يُــبَالِـي
وَلَا يَـــصْطَادُهُ الْــبَــطَـــرُ
فمصدره إخبار
عائشة رضي الله عنها بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان "يخصف النعل ويرقع
الثوب ويخيط".
ثم يستمر الشاعر
قائلا:
هَـــــلاَّ رَأَيْتَ
نَــــبِيِّي فِـي مُـــــــــــــنَازَلَــةٍ هَلَّا سَأَلْتَ
عَن
الْأَخْلَاقِ
مَنْ
أُسِرُوا
فِـي غَــــــزْوَةٍ وَرَسُـــولُ اللهِ يَسْأَلُـهُمْ مَــــــاذَا تَـــــرَوْنَ
بِأَنِّـي فَـــــاعِلٌ؟ ذَكَـــــرُوا
فِــــيكَ الْأُخُـــؤَّةُ إِنَّــــا نَرْتَـجِـــي
كَرَمًا فَامْنُنْ فَأَنْتَ كَرِيـمٌ شَـــأْنُــــكَ
الْـغَـــفَـرُ
أَمْضَى الرَّسُولُ وَنَادَى أَنْتُمُ الطُّلَقَا فَامْشُوا مُسَامَـحَةً وَالْـجَمْعُ مُـــنْـــتَظِرُ
فالشاعر يأخذ
مادة هذه الأبيات من قصة فتح مكة وما حدث من أمر الأسرى، فقد روي أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لهم: "يا معشر قريش! ما ترون أني فاعل فيكم؟" قالوا:
"خيرا، أخ كريم وابن أخ كريم" فقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء".
ثم مضى يقول:
أَهْلُ الطَّوَائِفِ آذَوْا مُصْطَفَى هُزْؤًا وَالرَّأْسُ أَدْمَوا وَمَا أَلْقَو هُوَ
الْـحَجَرُ
جِـــبْـرِيلُ يَـــسْـــأَلُـــهُ مَاذَا
تُـــرِيــدُ بِــــهِـــمْ أَرْجُـــــــوْا
الْإِلَـــــهَ فَـــتَـــزكُـوا بَعْدَهُمْ أُسَرُ
يشير الشاعر
في البيتين السابقين إلى قصة هجرته عليه الصلاة والسلام إلى الطائف وعرضه عليهم
نصرته حتى يؤدي دعوته. وما تلى ذلك من ردهم عليه ردًّا قبيحا، وإرسالهم سفهاءهم
وغلمانهم، ليقفوا في وجهه في الطريق، ولم يفعلوا ذلك فحسب، بل ورموه بالحجارة حتى
أدموا عقبه. ثم أتى جبريل برسالة من الله مفادها أن الله تعالى يعطيه عليه الصلاة والسلام
الحرية بأن يختار عقوبة تواكب جريمتهم، ولكنه عليه عليه الصلاة والسلام عفى وأصفح وفكر
في الآجل فقال: "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون".
وكذلك قوله أيضا
في القصيدة نفسها:
كَانَتْ
بِطَيْبَةَ حُمـَّى الشَّرِّ فَانْـتُـبِذَتْ نَـحْوَ
الْعَرَاءِ، فَطَابَ اللُّبْثُ وَالسَّمَرُ
فقد
أخذ الشاعر فكرة هذا البيت من حديث عائشة رضي الله عنها في قصة حمى يثرب التي
أصابت أبا بكر وبلالا رضي الله عنهما فور قدوم النبي
عليه السلام هو والمهاجرين المدينة. وفيها أنها أخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم يحالتهما
الصحية وانفعلاهما اليائس، فدعا للمدينة بقوله: "اللهم
حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وأنقل
حماها فاجعلها بالجحفة". ثم قالت عائشة "وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض
الله...الحديث".
وقريب
مما سبق قول الشاعر في القصيدة نفسها:
فَمَنْ
هَوَى الدِّينَ كَانَتْ مُنْـتَهَى سَفَرٍ وَمَنْ
هَوَى الْعِلْمَ يَأْتِيهَا فَيَسْتَطِرُ
وهنا
يسند الشاعر إلى المدينة المنورة وصفا فائقا بالنسبة لمكانها العلمي الذي يجعلها
أعلى أنسب مكان لطلب العلم. ومن الظاهر أنه يأخذ هذا المعنى مما روي عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: "يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا
يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة".
ويقول الشاعر أيضا:
هِيَ الْمَدِينَةُ تَـجْتَاحُ الْقُرَى حِجَجًا مِـــــنْ قُــــوَّةٍ، وَلَــــنَا فِـي
ذَلِكَ الْأَثَــــرُ
فيه
تناص مع حديث "أمرت بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما
ينفي الكير خبث الحديد".
ويلاحظ أن الشاعر لم يكتف بالتناص مع هذا الحديث، بل يوشح ذلك بالإشارة إلى مصدر
تناصه بقوله: " وَلَــــنَا فِـي ذَلِكَ الْأَثَــــرُ"
ويواصل الشاعر
حديثه عن المدينة المنورة ومعالمها فيقول:
سَلْنِي عَنِ الْـجَبَلِ الْمَحْبُوبِ عَنْ
أُحُدٍ وَالْعَيرِ مِنْ حَرْفِهَا
الْفَيَّاحُ وَالـــنَّـــــضَــرُ
مَـــــــــــــــــا
بَــــــــيْـنَ ذَاكَ وَثَـــوْرٍ كُــــلُّــــه حَــــــــــــرَمٌ فَــــــارْبَــــأْ لِـــنَـــفْسِكَ لَا
تَــأْتِي بِـمَا تَزِرُ
فأما
قوله: " سَلْنِي عَنِ الْـجَبَلِ الْمَحْبُوبِ عَنْ أُحُدٍ" فممتص من
قوله عليه الصلاة والسلام: "أحدٌ جبلٌ يحبنا ونحبه"
وأما قوله: "مَـــــــــــــــــا بَــــــــيْـنَ ذَاكَ وَثَـــوْرٍ
كُــــلُّــــه حَــــــــــــرَمٌ" ففيه تناص مع قوله صلى الله عليه وسلم:
"المدينة حرم ما بين عير إلى ثور....الحديث".
ثم
يقول:
هَذَا قُبَاءُ فَقَدْ صَحَّتْ
فَضَائِلُهُ كَانَ الْـحَـــــبِيبُ
يَـجِيهِ السَّبْتُ لَا يَذَرُ
وهنا
يتناص الشاعر مع عدة نصوص حديثية وردت فيها فضل مسجد قباء والإخبار بأن الرسول صلى
الله عليه وسلم كان يأتيه كل سبت. أما قوله: "هَذَا قُبَاءُ فَقَدْ صَحَّتْ
فَضَائِلُهُ" فالظاهر أن الشاعر يشير إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "الصلاة
في مسجد قباء كعمرة". وأما عجز البيت فالشاعر يستوحيه
مما روي عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي قباء كل
سبت راكباً أو ماشياً".
وأما قوله في قصيدة ‘أفراح وأتراح’:
لَا تَنْسَ هَذِي الْأَرْضَ حِينَ أَتَيْتَهَا فَـــهِــيَ
الْمَـــدِينَةُ مَــأْرَزُ الْإِيـمَانِ
فالشاعر يشير بقوله هذا إلى قول رسول الله صلى الله عليه و سلم: "إن الإيمان ليأرز إلى المدينة
كما تأرز الحية إلى جحرها".
ثالثا: التناص مع
التراث الشعري
وكان الشاعر جميل محمد سادس يمتص من التراث
الشعري، فيأخذ أحيانا البيت أو أقل منه من قصائد وأفكار بعض الشعراء العرب. ومن
أمثلة ذلك ما يلي:
فقوله في قصيدة ‘حرقة المشاعر والأحاسيس’:
مَا كُنْتُ آمُلُ أَنْ تَكُونَ مُسَافِرُا فَـــــــأَرَاكَ لَا تَـحْوِيكَ تِــــلْكَ
الــــدَّارُ
يلاحظ أن الشاعر يلتقط قوله: "مَا
كُنْتُ آمُلُ" من قول المتنبي:
مَا كُنْتُ
آمُلُ قَبْلَ نَعْشِكَ أَنْ أَرَى رَضْوَى عَلَى أَيْدِي الرِّجَالِ تَسِيرُ
يلاحظ أن الشاعر لم
يكتف في تناصه مع هذا البيت في الفكرة فحسب، بل استطاع أن يسندها إلى حالة شوقه
وافتنانه بالمخاطب في البيت بصورة أوفى روعة من بيت المتنبي، وذلك لأن العادة جرت
على التحسر من موت الحبيب، أما أن يتحسر من مسافر بإسناد قوله: "مَا كُنْتُ
آمُلُ..." إلى مخاطبه فهذا غاية في الروعة، ودليل على شدة الافتنان بشوق
المخاطب. وهكذا يلاحظ أن الشاعر يسند العبارة إلى معنى واقعي بخلاف المتنبي الذي
مزج البيت بكمية ضخمة من الخيال كما لا يخفى.
وأما قول الشاعر في
قصيدة ‘شهيد المحراب’:
خَرَجوا بِهِ وَلِكُلِّ
باكٍ خَــــلْـــفَهُ آثَـــــارُ
جُــــــــــــــــــــرْحٍ غَــــمْـــرَةً مَــــيْـــــلَانَا
فمن المؤكد أن الشاعر
يأخذ صدر هذا البيت من نفس قصيدة المتنبي التي تناص معها في البيت السابق، ومصدر
هذا التناص قول المتنبي:
خَرَجوا بِهِ وَلِكُلِّ
باكٍ خَـــــــلْفَهُ صَـــــعَــقاتُ
مُـــوسَى يَوْمَ دُكَّ الــطُّورُ
هكذا يمتص الشاعر صدر
هذا البيت من المتنبي دون أن يغير منه شيئاس كما هو ظاهر.
وأما قول الشاعر في قصيدة
‘ما للهوى’:
حَقَدُوا عَلَى الدِّينِ الْـحَنِيفِ فَلَمْ تَزَلْ نَارُ الْـحُرُوبِ مُشَـــبَّـــةً مُذْ أَوْقَـــــــــدُوا
ورد في بعض في الآيات
القرآنية إضافة الإسلام إلى الحنفية أو نعته بـــ "ملة إبراهيم حنيفا"، كما
شاع بين الكتاب والشعراء المسلمين وصفه بـــ "الدِّينِ الْـحَنِيفِ" على النمط الذي سلكه الشاعر. ويبدوا أن الشاعر أخذ
ذلك من بعض من سبقه من الشعراء المسلمين. وأقدم من ينسب إليه ذلك هو حمزة بن عبد
المطلب رضي الله عنه وذلك في مطلع قصيدة يروى أنه قالها فور اعتناقه الإسلام، حيث
قال:
حَـمَدْتُ اللهَ حِينَ هَدَى فُؤَادِي إِلَى الْإِسْلاَمِ وَالدِّينِ الْـحَنِيفِ
ويقول الشاعر
في قصيدة ‘صرفان الدهر’:
يَدْنُو إِلَى الطُّــلَّابِ وَهْوَ
مُدِيرُهُمْ عَـــجَـــبًا لِعَالٍ بِـــالدُّنُـــوِّ
مُـــــــوَسَّـــــمُ
فالشاعر يتناص هنا مع البحتري في قوله:
دَانِ عَلَى أَيْدِي الْعُفَاةِ وَشَاسِعٌ عَنْ كُلِّ نِدٍّ فِـي النَّدَى وَضَرِيبِ
كَالْبَدْرِ أَفْـــــرَطَ
فَي الْعُلُوِّ وَضَوْؤُهُ لِلْعُصْـــبَــــةِ
الـــسَّــــارِينَ جِدُّ قَــــرِيبِ
ويلاحظ أنه نجح ليس فقط
في استمداد الفكرة من البحتري بل في إسنادها إلى الممدوح بصفتها نعتا للتواضع على
خلاف ما كانت الصفة تدل عليه عند البحتري حيث دلت على الغلبة على الأنداد.
ثم مضى الشاعر يقول:
يَقْسُو
لِـــيَزْدَجِرُوا وَمَنْ يَكُ حَازِمَا
فَــــــلْيَقْسُ أَحْــــــيَانَا وَحِينًا يَرْحَمُ
فيأخذ هذه الفكرة من
قول أبي تمام:
فَقَسَا لِيَزْدَجِرُوا
وَمَنْ يَكُ حَازِمًا فَلْيَقْسُ أَحْيَانًا
عَلَى مَــنْ يَرْحَمُ
ويلاحظ أن الشاعر لم
ينجح في امتصاص الفكرة فحسب، بل زاد على ذلك مصادفته لأبي تمام في وزنه وقافيته، ولكنه
غيّر مسار الكلام بجعله مطلقا مع دلاته على التنوع، فقوله: "فَلْيَقْسُ
أَحْيَانًا وَحِينًا يَرْحَمُ" أمر إرشادي مطلق يريد به إرشاد الممدوح إلى
اللين تارة والقسوة تارة أخرى بعد أن كان مقيدا عند أبي تمام، حيث كانت قسوة
ممدوحه مقيدة بـــــ "مَــنْ يَرْحَمُ". ثم إن الشاعر يظهر هنا أيضا
رأيه بالنسبة للتناص منوحا إلى أنه ليس بعيب أن يمتص اللاحق من السابق فقال معترفا
بمصدر تناصه:
قَدْ قَالَـهَا
الطَّائِيُّ بَيْدَ مُـــحَمَّدٍ سَـــــهَلَ
الطِّـــبَاعِ وَلَــيْــنُهُ مُــتَقَدَّمُ
وقريب من هذا قوله في قصيدة ‘أفراح وأتراح’:
وَلَقَدْ شَفَتْ نَفْسِي مَقُولَةُ شَاعِرٍ قَـــــدْ قَالَـهَا فِـي سَــــالِــــفِ
الْأَزْمَــــانِ
الرَّأْيُ قَـــبْلَ شَــــجَاعَـــــةِ الــــشُّجْعَانِ
هُـــــــوَ أَوَّلٌ وَهْـــــيَ الْمَحَـــلُّ
الـــثَّــانِـي
فمن الواضح أن الشاعر
يستوحي البيت الثاني ويستعيره بحرفه ووزنه ورويِّه من شعر المتنبي، ولعل الفرق يظهر فقط في
وجهة الاستعمال، حيث إن المتنبي يسختدمه كمعطل لقصيدته في حين أن جميلا يستخدمه
كحكمة يتذكرها فتأنّس له الوضع السيئ الذي يسود في وطنه على حسب ما يقوله في
القصيدة. ولكن الشاعر لم يستنكف في الإحالة إلى أنه يستخدم قول شاعر سابق وأنه يحتج
به.
وفي قوله من قصيدة ‘معشوقتي الزلفاء’:
تَـمْشِي
الْـهُوَيْـنِـيَ بَـيْنَهُنَّ تَبَخْتُـرًا وَالرِّجْلُ
تَـجْرِسُ زِينَـــةً خِلْخَالَا
وقوله أيضا في ‘أفراح
وأتراح’:
تَـمْشِي الْـهُوَيْنِـي وَالْمَفَاصِلُ زُيِّنَتْ حَتَّـي اشْرَأَبَّ لَـهُنَّ غُصْنَ الْبَانِ وصف
مشية المرأة بــــ "تَـمْشِي الْـهُوَيْـنِـيَ"، من الأوصاف التقليدية
التي اشتهرت بين الفدماء من شعراء العرب، والشاعر تناص مع هذا الاستعمال الشائع في
البيتين السابقين، وليس ببعيد أن يتوصل إلى القول بأن هذا الاستخدام مأخوذ، وأكبر الظن
أن الشاعر يمتصه من الأعشى، ليس فقط لأن الشاعر الجاهلي من أقدم من روي عنه ذلك بل
لاشتهار ذلك عنه أيضا في معلقته حيث يقول:
غَــــرَّاءَ، فَرْعَاءُ،
مَصْقُولٌ عَـــــوَارِضُـــهَا تَــمْشِي الْـهُوَيْنِي كَمَا يَـمْشِي الْوَجَى الْوَحَلُ
ويلاحظ
أن الشاعر يستغل خياله الرائع ليسند هذا التعبير في معنى يخالف التقليد الشائع،
فهو يسند المعنى إلى المدينة المنورة متخيلا أنها فتاة يعشقها ويغازلها.
ويقول
الشاعر في القصيدة نفسها:
وَالْيَومَ
قَـــدْ بَلَغَ الْفِطَامَ مَـــعَاشِرٌ فَـــأَمِــيرُنَا
بَـــيْـــنَ الْــــجُـــمُوعِ تَـــلَالَا
في
البيت السابق يتناص الشاعر مع عمرو بن كلثوم القائل في معلقته:
إِذَا بَــــــلَــــغَ الْفِطَامَ لَــــنَا صَــــبِــيٌّ تَـــخِـــرُّ لَــهُ الْـجَبَابِرُ سَاجِدِينَا
حيث يستعير من الشاعر الجاهلي هذا
التعبير "بَــــــلَــــغَ الْفِطَامَ" ولكن جميلا يعطي الكلام معنى مجازيا
بعد أن كان معناه عند عمرو حقيقيا.
وأما قوله في قصيدة ‘المصير المختوم’:
حُزْنِـي عَلَيْهِ وَكُــــلُّـــنَا فِـيــــــهِ سَــوَا حَتَّـى
انْطَوَى كُلٌّ بِنَوْعِ بُـــــكَــائِــــهِ
ضَمِنَ الثَّـــنَاءُ لَهُ بِـــرَدِّ حَــــــيَــاتِـــهِ لَيْتَ
الْـحَمَامَ يَكُونُ مِنْ كُفَلَائِـهِ
فمن الظاهر أن الشاعر يأخذ هذا المعنى من قول المتنبي:
كَــفَـلَ الـثَّــــــنَاءُ لَهُ بِــــــرَدِّ
حَـــيَاتِهِ لَـــمَّــــا
انْـــطَـــوَى فَكَأَنَّـــهُ مَـــنْـــشُـــورُ
فالشاعر يمتص من المتنبي هذه الكلمات ومعانيها ويستخدمها في نفس
المناسبة، إلا أنه يجعل لفظ ‘ضمن’ مكان ‘كفل’ وهما مترادفان.
رابعا: التناص مع
الثقافة العامة
يظهر
للباحث أن الشاعر جميل محمد سادس كان أيضا يمتص مادة شعره من ثقافته العامة، فإنه
-كغيره من الشعراء- كان رهين ثقافته. وعلى هذا الأساس اكتشف الباحث بعض الملامح التي
تدل ليس فقط على أثر ثقافته في شعره، بل على أن هذه الثقافة تمثل مصدرا من المصادر
الهامة التي كان الشاعر يلتقط منها كلماته ويستوحي منها ما يؤلف منه أبياته. ومن
ذلك ما يلي:
يركب الشاعر أحيانا بعض التعابير من عناوين بعض الكتب ويضم ذلك
في نصوصه بصورة قد لا يُتفطن إليها من دون ما تأنٍ. فعلى سبيل المثال قوله في
قصيدة ‘حرقة المشاعر والأحاسيس’ وهو يصف دموع عينه:
عَمَّتْ رِحَابُ الْوَجْهِ لَا سَدٌّ لَـهَا أَنَّـي الــرُّكُودُ وَسَــيْـــلُـــهَا الْـجَــــرَّارُ
فقوله: "سَــيْـــلُـــهَا الْـجَــــرَّارُ" مأخوذ من
عنوان كتاب ألفه محمد بن علي الشوكاني وسماه ‘السيل الجرار المتدفق على حدائق
الأزهار’، ويلاحظ أن الشاعر تصرف في تغيير علامة التعريف في لفظ السيل من الألف
واللام إلى الإضافة سعيا وراء انسجام النص المأخوذ مع الموقع. ونظير هذا قوله بعد
عدة أبيات:
وَغَدَتْ بِتَحْصِينِ الشَّبَابِ شَهِيرَةً هَــــذَا لَـــــعَــــــمْــــرُكَ صَــــارِمٌ
بَــــــــتَّـــــارُ
قوله: "صَــــارِمٌ بَــــــــتَّـــــارُ" ملتقط من عنوان
كتاب ألفه وحيد عبد السلام بالي وسماه ‘الصارم البتار في التصدي للسحرة
الأشرار’، وهنا أيضا ينجح الشاعر في حذف أداة التعريف من الكلمتين واستخدامهما
نكرتين للتعظيم والتعميم.
ومن ذلك أنه جعل لقصيدة من قصائده عنوانا ممتصا من مادة الثقافة
الإسلامية، حيث سمى القصيدة بــــ ‘الناسخ والمنسوخ’، فمن الظاهر أن هذه التسمية
مستوحية من ثقافة الشاعر علما بأنه متخصص في علوم القرآن والناسخ والمنسوخ من
الأبواب المشهورة والمتعرف عليها في بحوث علوم القرآن وما يتصل به من الحديث
والفقه وأصولهما.
ومن مظاهر تناصه مع الثقافة ذكره لبعض الشخصيات الشعرية في شعره،
ومن ذلك قوله في قصيدة ‘الناسخ والمنسوخ’:
لَوْ كَانَ رُؤْبَـــةُ بَاقِــيًا أَوْ أَخْطَلُ أَسْـمَـعْـــتُــهُ شِعْرِي كَذَاكَ
جَرِيــــرَا
فذكره لهؤلاء الشعراء؛ رؤبة بن العجاج والأخطل وجرير دليل على أنهم
يمثلون جزءا من مكونات خلفيته، وأنه يستوظف هذه الثقافة في تركيب نصوصه الشعرية.
وعلى هذا النحو تجده يكثر من الإشارة إلى بعض الأماكن والمعالم التاريخية لا سيما
التي لها علاقة بالتاريخ الإسلامي. ومن ذلك قوله في قصيدة ‘فداك نفسي يا مصطفى’
وهو يصف معالم المدينة المنورة التاريخية:
فِــــيهَا مَــعَالِـــمُ تَــــأْرِيـخِـــيَّــــة عُــــثِـــرَتْ بِـهَا تَــــــقَــــرَّ عُـــيُــونُ الزَّوْرِ
وَالنَّــظَــرُ
كَانَتْ بِطَــيْـــبَةَ فِي الْأَزْمَانِ أَوْدِيَــةٌ عَتِــيقَــةٌ بَـــقِيَتْ لَـمْ يُــبْلِـــهَا
الْعُمْــرُ
وَادِي الْعَقِيقِ
فَسِيحٌ الْبَطْنِ وَاسِعُـهُ وَذُو الْحُلَيْفَةَ وَادِي الْخَيْرِ يَا
بَشَرُ
وهكذا مضى يذكر معالم المدينة المنورة التاريخية ويشرحها ممتصا
من ثقافته مادته الأدبية.
ومن ذلك أيضا أنه كان يورد في قصائده أسماء ومصطلحات إسلامية
يظهر منها أنه كان يستغل ثقافته كمصدر يستقي منه أفكاره، ومن أمثلة ذلك قوله في
قصيدة ‘أهلا
بالنجوم الطوالع’:
كَمْ وَاقَبَتْ أَنْوَارُ عِلْمٍ سَـمْعَكُمْ فَـي مَهْبَطِ الْوَحْيَيْنِ دُونَ مَعَايِبِ
فقوله: "مَهْبَطِ الْوَحْيَيْنِ" يريد به المدينة
المنورة وهو ممتص من الثقافة.
خاتمة الخطة
سعت هذه الخطة
في تقديم الموضوع وإشكاليته وأهدافه ورسم حدوده الزمنية والمكانية والموضوعية. كما
وضحت المنهج الذي سيستخدم في هذا البحث بعد ذكر الأسباب المبررة لاختياره كموضوع
لرسالة البحث. ثم قدم الباحث صورة نموذجية لهيكل الرسالة
إلى جانب نموذج لدراسة وتحليل متكون من جزءين؛ سيرة موجزة للشاعر ودراسة ظاهرة
التناص في القصائد واستخراج نماذج من تناصه مع القرآن والحديث والشعر والثقافة. وعلى
هذا المنوال ينوي الباحث إعداد الرسالة وتقديهما.
المصادر
والمراجع
القرآن
الكريم، مصحف المدينة المنورة، برواية حفص عن عاصم
أبا، عكاشة،
(1996م)، الشيخ عبد القادر بن علي النفوي وإنتاجاته الشعرية، رسالة الماجستير غير
المنشورة، قسم اللغات النيجيرية والإفريقية، جامعة أحمد بلّو، زاريا
ابن
الحاج، محمد، (2005م)، ‘من مناهج البحث العلمي: المنهج الوصفي’، مجلة كلية
الدعوة الإسلامية الرياض، 12: 435-445
ابن حبيب الحسن بن عمر، (1996م)، المقتفى
من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الطبعة الأولى، تحقيق الدكتور مصطفى محمد
حسين الذهبي، دار الحديث، القاهرة
أبو الروس،
أيـمن، (2001م)،كيف تكتب بحثا ناجحا؟، دار الطلائع، القاهرة
أبو عبد
الرحمن أحمد بن شعيب الخراساني، (2009م)، سنن النسائي، تحقيق الشيخ
أحمد شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت
أبوبكر،
كبير أمين، (2012م)، ‘الشعر كوسيلة لردة فعل إيجابية: قصيدة فداك نفسي يا مصطفى
لجميل محمد سادس نموذجا’، ضمن محضر المؤتمر الوطني لجمعية معلمي الدراسات
العربية والإسلامية بنيجيريا للمرة الثلاثين، المقام في جامعة آدُو إِكِتِي،
إِكِتِي
أبوبكر،
معاوية، 28 عاما، قسم البناء، جامعة أحمد بلّو، زاريا، تمت مقابلته بتاريخ أكتوبر
20، 2011م
أبوبكر، مي
محمد، (2004م)، ‘بعض الظواهر الأسلوبية في كتابي الإمام أحمد بن قرتو عن غزوات
السلطان إدريس ألومة في كنم برنو: دراسة على ضوء الأسلوبية الحديثة’، رسالة
الدكتواره غير المنشورة، قسم اللغة العربية، جامعة بايرو، كنو
آدم،
خليل إبراهيم، (2002م)، ‘مساهمة الأستاذ أحمد المقري سعيد في الشعر العربي
النيجيري: دراسة وتحليل’، رسالة الماجستير غير المنشورة، قسم اللغات النيجيرية
والإفريقية، جامعة أحمد بلّو، زاريا
الأصفهاني، أبو الفرج علي
بن الحسين بن محمد، (د.ت)، الأغاني، تحقيق سمير جابر، الطبعة الثانية، دار
الفكر، بيروت
الأعلم
الشنتمري، يوسف بن سليمان، (1969م)، مختارات الشعر الجاهلي، تحقيق مصطفى
السقا ومحمد سيد كيلاني، المكتبة الشعبية، بيروت
الإفريقي،
جمال الدين عبد الله بن محمد بن المكرم بن منظور، (2003م)، لسان العرب، دار
الحديث، القاهرة
أمين، أحمد، (1972م)، النقد الأدبي،
مكتبة النهضة المصرية، القاهرة
أول، محمد
العاشر، (2007م)، صور من أسلوب القرآن في ضوء الدراسات الأسلوبية الحديثة، رسالة
الدكتوراه غير المنشورة، قسم اللغة العربية، جامعة بايرو، كنو
البخاري،
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل، (2005م)، الأدب المفرد، تحقيق فريد العزيز
الجندي، دار الحديث، القاهرة
بلغيث،
عبد الرزاق، (2010م)، الصورة الشعرية عند الشاعر عز الدين ميهوبي: دراسة أسلوبية،
رسالة الماجستير غير المنشورة، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة بوزريعة، الجزائر
تاج
الدين، نوح طاهر، (2010م)، الصورة الشعرية والتحقيق في ديوان الشيخ يحيى النفاخ،
رسالة الدكتوراه غير المنشورة، قسم اللغات النيجيرية والأفريقية، جامعة أحمد بلّو،
زَارِيَا
التركي،
عبد الله بن عبد المحسن وآخرون، (د.ت)، التفسير الميسر، المكتب الإسلامي،
الرياض
الترمزي،
أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة السلمي، (د.ت)، سنن الترمذي، تحقيق الشيخ
أحمد محمد شاكر وآخرون، دار إحياء الكتب العربي، بيروت
جاب
الله، أسامة عبد العزيز، (2010م)، ‘قراءة تأملية في مصطلحات أسلوبية’، مقال منشور
على موقع الفصيح، تم استرجاعه من موقع www.alfaseeh.com/vb، بتاريخ 16 يونيو، 2012م
الجربي، محمد رمضان، (2009م)، الأسلوب
والأسلوبية، مكتبة الأدب، القاهرة
الجوهري، إسماعيل بن حماد، (1983م)، الصحاح
في اللغة، الطبعة الثالثة، دار الفكر، بيروت
جِيرُو،
بِييَرْ، (د.ت.)، الأسلوب والأسلوبية، ترجمة الدكتور مندر عياشي، مركز
الإهاء القومي، بَارِيسْ
حسونة،
محمد إسماعيل، (2006م)، ‘تساؤلات النص الشعري – دراسة أسلوبية’، مجلة الجامعة
الإسلامية، 14(1): 115-130، متواجد على الإنترنيت، تم استرجاعه من موقعhttp//www.iugzaza.edu.ps/ara/research/
، بتاريخ 16 يونبو، 2012م
الحميدي،
محمد بن فتوح، (2002م)، الجمع بين الصحيحين البخاري ومسلم، تحقيق الدكتور
علي حسين البواب، الطبعة: الثانية، دار ابن حزم، بيروت
خضر،
السيد، (2003م)، التكرار الأسلوبي في اللغة العربية، دار الوفاء للطباعة
والنشر والتوزيع، المنصورة
الخضري،
محمد بن عفيفي، (2004م)، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين،
تحقيق هيثم هلال، دار المعرفة، بيروت
الرازي،
أبو الحسين أحمد بن فارس، (2008م)، معجم مقاييس اللغة، تحقيق الدكتور محمد
عوض مرعب والآنسة فاطمة محمد أصلان، دار إحياء التراث العربي، بيروت
رحماني، أحمد،
(2004م)، نظريات نقدية وتطبيقاتها، مكتبة وهبة، القاهرة
روحان، عبد الكريم إبراهيم، (2008م)، دراسات
في منهج البحث التاريخي والأدبي، مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، القاهرة
زراقة،
يوسف، (2002م)، ‘مقاربة أسلوبية لشعر عز الدين المناصرة (ديوان جفرا نموذجا)’، مجلة
الجامعة الإسلامية، 10(2):45-61، كلية الآداب، جامعة الإسلامية، غزة، نسخة
مصورة، مكتبة الباحث الخاصة
الزهرة، شوقي علي، (د.ت)، جذور
الأسلوبية: من الزوايا إلى الدوائر، مكتبة الآداب، القاهرة
سادس،
محمد جميل، (د.ت)، السيرة الذاتية، مخطوط، نسخة مصورة، مكتبة الباحث الخاصة
سادس،
محمد جميل، (د.ت)، سلسلة الجميليات الأدبية، ديوان شعر مخطوط، نسخة مصورة، مكتبة
الباحث الخاصة
سادس،
محمد جميل، 31 عاما، جوشي زاريا، تمت مقابلته بتاريخ أغسطس 17، 2011م
سادس، محمد، 50 عمرا، جُوشِي زَارِيَا،
تمت مقابلته بتاريخ أوكتوبر 26، 2011م
سَانْدَرِيسْ،
فِيلِي، (2003م)، نحو نظرية أسلوبية لسانية، ترجمة خالد محمود جمعة، كتاب
إلكتروني مدون على الإنترنيت، تم استرجاعه من www.alsakher.com/vb2/showthead.php،
بتاريخ أكتوبر 16، 2010م
السجستاني،
أبو داود سليمان بن الأشعث، (1997م)، سنن أبي داود، تحقيق محمد محي الدين
عبد الحميد، دار الفكر، بيروت
السقيلي،
أسماء، (2005م)، الأسلوبية...دراسة موجزة نظرية وتطبيقية، مقال منشور على موقع
الفصيح، تم استرجاعه من موقع www.alfaseeh.com/vb/showthread.php،
بتاريخ أكتوبر 20، 2010م
سليمان،
فتح الله أحمد، (2008م)، الأسلوبية، مدخل نظري ودراسة تطبيقية، دار الآفاق
العربية، القاهرة
صحابي، موسى محمد، 48 عمرا، تُدُنْ
وَدَا زَارِيَا، تمت مقابلته بتاريخ، يناير6، 2012م
ضيف، شوقي، (2004م)، البحث الأدبي،
دار المعارف، القاهرة
عباس، عمر
علي، (2009م)، ‘مساهمة الشيخ محمد البصير في تطوير الأدب العربي بزاريا: دراسة
تحليلية’، رسالة الماجستير غير المنشورة، قسم اللغات النيجيرية والإفريقية، جامعة
أحمد بلّو،
زاريا
عبد الملك،
أحمد جعفر، (2011م)، ‘أشكال التناص في
ألفية الشيخ شئث كسفا زاريا "تحفة الرجاء"’، ورقة الندوة الثانية، ضمن
متطلبات الحصول على درجة الدكتوراه، قسم اللغة العربية، جامعة أحمد بلّو، زاريا،
نسخة مصورة، مكتبة الباحث الخاصة
عبد
الملك، أحمد جعفر، (2001م)، الخصائص الفنية لقصائد الشيخ شئث بن عبد الرؤوف كسفا
زاريا، رسالة الماجستير غير المنشورة، قسم اللغات النيجيرية والإفريقية، جامعة
أحمد بلّو، زاريا
عبد
الملك، أحمد جعفر، (2011م)، ‘قصيدة "تحفة الرجاء" للشيخ كسفا تحقيق
ودراسة’، رسالة الدكتوراه غير المنشورة، قسم
اللغة العربية، جامعة أحمد بلو، زاريا
العسكري، أبو
هلال، (1952م)، كتاب الصناعتين، دار إحياء الكتب العربية، القاهرة
علي،
هيسم محمد، (2006م)، ‘ظاهرة التناص في الشعر العربي’، مقال منشور على الإنترنيت، تم استرجاعه من موقع
www.dohaiss.net/vb/index.php،
بتاريخ 15 يونيو، 2012م
غركان،
رحمان، (2004م)، مقومات عمود الشعر: الأسلوبية في النظرية والتطبيق، اتحاد
الكتاب العرب، دمشق
فايد،
وفاء كامل، (2000م)، قصيدة الرثاء بين شعراء اتجاه المحافظة ومدرسة الديوان:
دراسة أسلوبية إحصائية، الهيئة المصرية العامة للكتب، القاهرة
فتيحة،
يحيى، (2008م)، ‘تجليات الأسلوب والأسلوبية في النقد الأدبي’، مقال منشور على
الإنترنيت، تم استرجاعه من www.bn-arab.com/vb/showthread.php،
بتاريخ أكتوبر 15، 2010م
فيلالة، شكير،
(2010م)، ‘الأسس التكوينية لمفهوم التناص’، مقال منشور على شبكة حدائق اللغات
والعلوم الإنسانية، تم استرجاعه من موقع www.daifi.montabarabi.com،
بتاريخ 15 يونيو، 2012م
القرطبي،
أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، (1992)، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق
الأستاذ مصطفى السقا وآخرون، الطبعة الثالثة، دار الكتب المصرية، القاهرة
القزويني، جلال الدين أبو
عبدالله محمد بن سعد الدين بن عمر، (1998م)،
الإيضاح في علوم البلاغة، الطبعة الرابعة،
دار إحياء العلوم، بيروت، ص: 204
كونا، موسى
علي (2003م)، قصيدة الميمية الإبراهيمية للشيخ يهوذا بن سعيد زاريا، رسالة الماجستير
غير المنشورة، قسم اللغات النيجيرية والإفريقية، جامعة أحمد بلّو، زاريا
محمد،
باقر جاسم، (1990م)، ‘التناص: المفهوم والآفاق’، مجلة الآداب، 7(3): 63-80
مرتضى
الزبيدي، أبو الفيض محمد بن محمد، (1990م)، تاج العروس من جواهر القاموس،
تحقيق مصطفى الحجازي وآخرون، دار إحياء التراث العربي، بيروت
المرعشلي،
يوسف، (2008م)، أصول كتابة البحث العلمي وتحقيق المخطوطات، دار المعرفة،
بيروت
مسلم،
صبري، (2010م)، هل الأسلوبية مدرسة أم منهج نقدي؟، مقال منشور على الإنترنيت، تم
استرجاعه في أكتوبر 16، 2010م، من موقع www.29sep.net
مصباح،
محمد فتح الله، (2011م)، تناص الشعر العربي الحديث مع بردة البوصيري، دار
الكتب العليمة، بيروت
المعصري،
محمد عبد الله، (2005م)، ‘الخصائص الأسلوبية في شعر أبي نواس’، رسالة الدكتوراه
غير المنشورة، قسم اللغة العربية وآدابها، جامعة أم درمان، السودان
ملحس،
ثريا عبد الفتاح، (2001م)، منهج البحوث العلمية للطلاب الجامعيين، الطبعة
الثالثة، دار الكتاب اللبناني، بيروت
موسى،
إبراهيم نمر، (2008م)، ‘صوت التراث والهوية: دراسة في التناص الشعبي في شعر توفيق
زياد’، مجلة جامعة دمشق، 24(2): 99-139
ناهم،
أحمد، (2007م)، التناص في شعر الرواد، الطبعة الأولى، دار الآفاق العربية،
القاهرة
النعامي،
ماجد محمد، (2012م)، ‘تجليات التناص في ديوان مختارات من شعر انتفاضة الأقصى’، مجلة
الجامعة الإسلامية للبحوث الإنسانية، 20(2)، ص: 99-141، متواجد
على الإنترنيت، تم استرجاعه من موقع http://www.iugaza.edu.ps/ar/periodical/،
بتاريخ 13 يونيو، 2012م
النعامي، ماجد
محمد، (2012م)، ‘ظاهرة التكرار في ديوان لأجلك غزة’، مجلة الجامعة الإسلامية
البحوث الإنسانية، 20(1)، ص: 69-99، متواجد على الإنترنيت، تم استرجاعه من
موقع http://www.iugaza.edu.ps/ar/periodical/،
بتاريخ 13 أغسطس، 2012م
هلال،
ماهر مهدي، (2006م)، رؤى بلاغية في النقد والأسلوبية، المكتب الجامعي
الحديث، الإسكندرية
الواحدي،
أبو الحسن علي بن أحمد، (1986م)، شرح ديوان المتنبي، دار الكتب العلمية،
بيروت
وِيلِيكْ،
رَيْنِيهْ، (1990م)، مفاهيم نقدية، ترجمة الدكتور محمد عصفور، عالم
المعرفة، الكويت
يقطين سعيد،
(1989م)، انفتاح النص الروائي، الطبعة الأولى، المركز الثقافي العربي،
بيروت
أبوبكر، كبير أمين، (2012م)، ‘الشعر
كوسيلة لردة فعل إيجابية: قصيدة فداك نفسي يا مصطفى لجميل محمد سادس نموذجا’، ضمن
محضر المؤتمر الوطني لجمعية
معلمي الدراسات العربية والإسلامية بنيجيريا للمرة الثلاثين، المقام
في جامعة آدُو إِكِتِي، إِكِتِي، ص:
3-15
زراقة، يوسف، (2002م)، ‘مقاربة أسلوبية لشعر عز
الدين المناصرة (ديوان جفرا نموذجا)’، مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد
العاشر، العدد الثاني، كلية الآداب، جامعة الإسلامية، غزة، نسخة مصورة، مكتبة
الباحث الخاصة، ص: 333-393
فتيحة، يحيى، (2008م)، ‘تجليات الأسلوب
والأسلوبية في النقد الأدبي’، مقال منشور على الإنترنيت، تم استرجاعه من www.bn-arab.com/vb/showthread.php، بتاريخ أكتوبر 15، 2010م، ص: 1-14
مسلم، صبري، (2010م)، ‘هل الأسلوبية مدرسة أم
منهج نقدي؟’، مقال منشور على الإنترنيت، تم استرجاعه من موقع www.29sep.net، بتاريخ أكتوبر 16، 2010م، ص: 1-3
جِيرُو، بِييَرْ، (د.ت.)، الأسلوب والأسلوبية،
ترجمة الدكتور مندر عياشي، مركز الإهاء القومي، بَارِيسْ، ص: 5-95
الزهرة، شوقي علي،
(د.ت.)، جذور الأسلوبية: من الزوايا إلى الدوائر، مكتبة الآداب، القاهرة،
ص: 3-111
وِيلِيكْ،
رَيْنِيهْ، (1990م)، مفاهيم نقدية، ترجمة الدكتور محمد عصفور، عالم
المعرفة، الكويت، ص: 359-374
فايد، وفاء كامل، (2000م)، قصيدة الرثاء بين
شعراء اتجاه المحافظة ومدرسة الديوان: دراسة أسلوبية إحصائية، الهيئة المصرية
العامة للكتب، القاهرة، ص: 15-128
رحماني، أحمد، (2004م)، نظريات نقدية
وتطبيقاتها، مكتبة وهبة، القاهرة، ص: 7-224
خضر، السيد، (2003م)، التكرار الأسلوبي في
اللغة العربية، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع، المنصورة، ص: 8-158
غركان، رحمان، (2004م)، مقومات عمود الشعر:
الأسلوبية في النظرية والتطبيق، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، ص: 11-311
هلال، ماهر مهدي، (2006م)، رؤى بلاغية في
النقد والأسلوبية، المكتب الجامعي الحديث، الإسكندرية، ص: 9-207
سليمان، فتح الله أحمد، (2008م)، الأسلوبية،
مدخل نظري ودراسة تطبيقية، دار الآفاق العربية، القاهرة، ص: 11-240
الجربي، محمد رمضان، (2009م)، الأسلوب
والأسلوبية، مكتبة الأدب، القاهرة، ص: 9-238
الرازي، أبو الحسين أحمد بن فارس، (2008م)، معجم
مقاييس اللغة، تحقيق الدكتور محمد عوض مرعب والآنسة فاطمة محمد أصلان، دار
إحياء التراث العربي، بيروت، مادة (نص)
الخضري، محمد بن عفيفي، (2004م)، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين،
تحقيق هيثم هلال، دار المعرفة،
بيروت، ص: 165
رواه البخاري ومسلم وغيرهما، وانظر: الحميدي،
محمد بن فتوح، (2002م)، المرجع السابق، الجزء الرابع، ص: 108
انظر: ابن حبيب، الحسن بن عمر، (1996م)، المقتفى
من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، الطبعة الأولى، تحقيق الدكتور مصطفى محمد
حسين الذهبي، دار الحديث، القاهرة، ص: 14
القزويني، جلال الدين أبو عبدالله محمد
بن سعد الدين بن عمر، (1998م)، الإيضاح في علوم البلاغة، الطبعة الرابعة،
دار إحياء العلوم، بيروت، ص: 204
الأصفهاني، أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد، (د.ت)، الأغاني، تحقيق سمير جابر، الطبعة الثانية، دار
الفكر، بيروت، الجزء 9، ص: 132